الرّاوية لا يشبه قصيدته
عبد الحفيظ بن جلولي
شاعر من الجزائر
متعب
وفي الجعبة حكاية
لست سارقَ نار “اللغة”
وشأفة المعنى
على حافّة الصّمت
تروي سهو التّاريخ،
علّق صورة
وكلّما أخبرهم بحكاية العمر
أشار إلى الجدار
خدوش وقشور طلاء..
عادوا إلى الحكاية
صور ومرايا
وأبطال
على شاكلة أفلام “الغواية”
سينما الظلّ
وتاريخ ينام
تبنيه أحلام الرّواية
في الظلام تكثر الأحاجي
ويقفز من شقّ الجدار
“حكواتي”
كما في المقاهي
وعلى سطوح البيوت
يرتجف القمر من برد الشّتاء
لا نجذب الغطاء على أرجلنا العارية
برد الحكاية أقوى
وليس لنا من خطو نحو “معلّقة”
أي جدار علّق عليه “صورة”؟
عاد من ورشة الذّاكرة
سرد “الرّواية” من جديد
ومن جديد علّق المرايا
حلّق بروح الدّرويش على سطوح الأزمنة
غرس هنا كلاما
وهناك نبتت قصيدة
وبين الكلام والقصيدة
برز “مسرح”
ركح بلغة أهل الصّنعة
أعاد ترتيب الرّواية
لم يجد سوى القصيدة
وصعلوكا بنى بين الرّمل
ورجله الحافية
فرسا من أحلام التّاريخ
ونبل النّضال
وزحلقات “الرّاوية”
شرّع “المسرح” أبوابه
أشعل قناديل الأزقّة القديمة
نبتت ذرّات رمل
ونخلة من زمن القصيدة المعلّقة
وَشَتِ الرّيح بلون الجدار
الطّلاء القديم كلمات
وطلاء المسرح
“حداثة”..
“الرّاوية” لا يشبه قصيدته
يبحث عن صورة معلّقة على الجدار
تاريخ ينام تبنيه أحلام “الرّواية”
وفي المساء
تكثر الحكايا
يركض على الجدار القديم
فارس بسيف خشبي
“طاحونة” الأزقّة
تصارع “الهوية”
وهو مازاله يبحث عن مقهى قديم
عن سطح ربّما
ينبت فيه القمر
وتغادره الشّتاء…
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة