بسمة مرواني شاعرة تونسية.. صرخة الجسدِ في ملحِ الإرتعاشِ

28 أغسطس 2021
بسمة مرواني شاعرة تونسية.. صرخة الجسدِ في ملحِ الإرتعاشِ

قصيدتان

بسمة مرواني

بسمة مرواني

شاعرة من تونس

سُنبلة على الجَسد 

الشمسُ تعرج في مشيتها المتكبرة 

عمياءٌ

باتت نهودُ الليلِ 

وأنت يا ريقَ الفراغِ الملتهب 

الصمتٌ إنكسارٌ …

ثرثرةٌ بلا لغةٍ 

رمزٌ متأخر 

صوتُ الجسدِ يصرخُ في ملحِ الإرتعاشِ 

نارٌ

ليلٌ

طبولٌ متناثرة على حوافِ الشموس 

العيون المشعة في عتمة الأبيض,

والحال يدخل الروح فيه

بعض نور نبي منسي

مرصع برائحة التناسي

سنبلة على الجسد ..

لا لون لها ولا اسم

الذات سر

الذات سر مقدسها تلاشى

الشهقة اتحادٌ بينَ الأنا و الأنا ! 

اللهُ ولا شيءَ قبلهُ …

أَكتملُ في جدرانِ الماءِ مجازاً ! 

ضاجعني الحب كفيضٍ من لغةِ الوجود ! 

تلعثمت في حروفِ الصمتِ…

استحال العناق عطرا من ذاكرة 

تجمل الصمت اكثر 

كذا ، العاشق الشارب من نهر ه

هذه الروح ثائرة بماء الهوى

الموج سارح بزبد وارغاء

ولم يعد اللحن لحنا

طول الصّبر تيه

خطوت، شممت الوردَ مهلاً،

استراحتى على هدوئِي،

خُطواتي وطريقك ضدا يدفعُنِي إليَّ

فلي غدِي

أشكّلُهُ ويصنعُني بأفكاري،

غدي..ينتقيني

حينَ يجعلنى انثى دون انكسار 

لي القصيدة ربة تبعثر حواسي

تلملم في جيب فراغي نبوءاتي

تحيي معبد روحي

وتنبت الورد على اروقة انبعاثي

فاجعليني أبجديتي

رياحا هوجا للعلياء ترنو للسماء

وانثريني تبرا في كل قلب

وأنت يا قلبها الطف بقلبها

فهذا النبض لها ولا تزد العناء

التسكعُ صار في ضبابِ الوجود

التصوفٌ يهذي للعدمِ

المعنى خلفَ الشيءِ وصوته

والحبٌ ؟

اسألوا أفروديت

انصتوا لصدى الجبال علها تنبئكم

عن صرخة ايكو في وجه نرسيس: 

الحب غرس الطيبة

ينبتُ من أيامٍ تخلد

في سَكرةِ اللقيا و الرحيل…

لفظةٌ تسيلُ في شهقاتِ الليلِ إنباتاً 

إنه فيضُ الرحمن انكسرَ

عند شُجيرةِ المقدس./

إشارات آرتميس 

على ضفافِ

معبدٍ مُهترىء كذبٍ

مَشَيت ،رُميت بقطوف الظل

ولي في الروح

اشارة الحدس

لمْ أَطلب من اللهِ غير استطاعتهِ

بحثت في شوهي عن ومضةٍ للسفر

وهبتُ ذاتي للكاهن الجالس

على كُرسي الأوثان

قال : لا وثن في الوثنِ

فنحنُ عُتقاء الخيبةِ والنواح

سألتُه هل أنا وجه الطفولةِ

في انتكاسات الالوهة الاولى ؟!

لم يجب ..

أنا من صحتُ في ريح الهباءِ

استنجدت بمعجم هوميروس 

المُحقنة في حلقِ الزمان 

هززت يدي فتلولحت 

في قاموس الحب ، في حديث الموت 

في أصداء الحياة …

في صرخة المعاناة 

وتابوت البكاء …

اتسعت هيولى لصورِ الخيالِ الأبعد ..

فاشارت لي أرتميس

دوري يا انت ِبقدمِ الروحِ حول دائرةِ عقلك 

اقتربي أكثر الى كل زوايا النور المقدس

فلا أحد يعبرُ من جفونِ القلب ربّا 

لا ربَ لك غير الرّب الذي صير للقلب وتينا

وجعل الحب لغة العاشقين والأنقياء 

فالكل يا أنت في الزمان الرجيم هباء

حينها كفرتُ بماء جنوني المتساقط

على خصوبة الزمان …

صرخَت نارُ الجنونِ في عقلي لمَ …

أنا وجه العفة والمدى في صراخ الألحان

أنا بقاءُ درويش المتسرب على خرائط الاشعار…

لا لن أَمر من بوح الملائكِ فأنا سيف الروحِ 

سأجلس على باحة الصلاة في كنائس القدماء

سآخذ نفساً معتوهاً

سأعشِق بعد أَن لعنُت قلبي

ولن أناشد جنائز الأموات

أنا الآن ، ذاتي

لا ألمس نهد الخطايا 

ولن أهبك ككاهنة الوثنِ روحها

فأنا من هناك لا من هنا 

صوفية لها طريقِة الحلاج وبن الرومي الغريبة

لم يعترفا يوما بالحب العادي 

بل لي عبور مثلهما

الى قلب الحبيب ،بنكهة عشق 

منغمس في المطلق القدسيّ .

قصيدتان خاصتان لصحيفة قريش –  ملحق ثقافات وآداب – لندن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com