عبد العزيز شبراط
يبدو أن الإعلام الجزائري متعدد الأذرع، و المنتسبين إليه متعددو الأوجه، ويغيرون وجهاتهم من حين إلى أخر، وكأنهم يتبعون مسارات الشمس، وليس مسارات الموضوعية، والمنطق، والمصالح العليا للبلاد قبل المصالح الضيقة للكابرانات، في كثير من الأحيان يكون مثل هذه التصرفات ناتجة عن الخوف من بطش الكابرانات، وإلا ما معنى أن يكون إعلامي جزائري، يشتغل خارج البلاد في مؤسسات إعلامية لها خط تحريري معين، وتجده يحترم ذاك الخط التحريري حينما يكون داخل المؤسسة، ولكن لما يصبح خارجها سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي ( تويتر وفايسبوك) بالخصوص يضع نفسه موضع وزير الخارجية الجزائري وينشر تدوينات لا يمكن وصفها إلا ببلاغات أو بيانات وزارة خارجية بلاده، ولكن هذا الصحافي أو تلك الصحافية يجهل كل منهما، أنّ ذلك يحط من مهنيته (ها) دون أن يدرك، هذا ما يقوم به كل من خديجة بن قنة وحفيظ الدراجي، العاملان بقناة الجزيرة القطرية، هذه القناة، التي من بين ما ينص ميثاق الشرف الذي يخصها،على صحافييها أن يلتزموا بالحياد والموضوعية وتغليب المصلحة العامة عن المصالح الشخصية.
في تدوينة لخديجة بن قنة بمناسبة عيد الاستقلال المغربي، كتبت مهنئةً المغرب بعيد استقلاله، ومن بين ما كتبت قالت أن 18 نونبر من كل سنة يخلد ذكرى استقلال المغرب على كامل مملكته، وهو كلام في ظاهره يبدو بريئا، ولا يتجاوز تهنئة المغرب بذكرى استقلاله،ولكن باطنه شرّ لا يقبل به أي مغربي حر، ففي هذا التاريخ لم ينل المغرب كامل استقلاله كما حاولت التمويه،بل بقيت بعض الأجزاء من الوطن تحت نير الاستعمار الاسباني، مثل سيدي افني والاقاليم الجنوبية، ما الرسالة المشفرة التي ترسلها خديجة بن قنة الى العالم؟
حفيظ الدراجي ومباشرة بعد الهجمة الاعلامية المفبركة بخصوص برنامج بيغاسوس غرد على تويتر يسب ويشتم ويقذف المغربوهو لا يعلم أن المغرب رفع قضية الى القضاء الفرنسي ضد مرن روج لهذه الاكاذيب، وتبث لاحقا أن المنظمتين اللتين، وجهتاالتهم الى المغرب، لم تستطعا تقديم دليل واحد عن كل الاتهامات الموجهة للمغرب.
في خطاب العرشلمناسبة الذكرى 22 لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين، وجه جلالته رسائل واضحة وغير مشفرة إلىالقادة الجزائرين، وخاطب الرئيس الجزائري تبون مباشرة لاختيار الوقت الذي يناسبه للجلوس والحوار، من أجل فتح الحدود و فتحصفحة تاريخية جديدة بين البلدين، اعتبر الاعلامي الداخلي أن الامر ليس سوى خدعة لا تعتمد على مبدأ صادق، فيما اعتبرهالاعلاميون المنفيون خارج البلاد، خطوة تاريخية وجب على الحكام الجزائريين، التعامل معها بشكل إيجابي والانخراط فيها لما هوفي مصلحة البلدين.
كان على الاعلام الجزائري، وخصوصا الاعلامي الداخلي، أن يتعامل مع خطاب العرش للذكرى 22 بإيجابية،ودعوة الحكامالجزائريين اتخاذ الأمر بجدية والانخراط ،فيما دعا اليه صاحب الجلالة، لكن الاعلام الجزائري يفتقد الاستقلالية، ويسيطر عليهالخوف من بطش الكابرانات، ولا يجد أمامه من مخرج سوى التطبيل لهم والسير فيما يفتون عليه!
المغرب بلد ديمقراطي رغما عن كل الاعداء، ورغم كل التجاوزات التي يعرفها من حين إلى أخر، ولكن كل ذلك يحدث في كلالبلاد العريقة في الديمقراطية، ولسنا الوحيدين الذين يعرفون التجاوزات، ولكن قمع الحريات أو خنقها، لا يحدث ببلادنا بالقدرالذي يحدث فيه ببلدان عربية وإفريقية ومن بينها الجارة الجزائر!
يوكد ببلادنا إعلاميون جزائريون يشتغلون بقنوات رسمية أو شبه رسمية، كما يتواجد أخرون بمؤسسات خاصة ولكنهم أحرار فياتخاد قراراتهم ولا تتدخل السلطات في توجيههم،هذا وحده كاف ليفهم الاعلام الجزائري أن المغرب بكل قواه الحية، يسعى لتعودالامور بين البلدين الى وضعها الطبيعي، فتح الحدود و التشارك في بناء المغرب الكبير،وتجاوز الخلافات الهامشية التي تضر بالبلادأكثر ما تنفعه.
عذراً التعليقات مغلقة