سامي مهدي يكتب عن رحيل أمجد محمد سعيد

14 أغسطس 2021
سامي مهدي يكتب عن رحيل أمجد محمد سعيد

سامي مهدي

سامي مهدي

قمر الأناشيد.قمر الأناشيد مجموعة للشاعر الذي رحل عن عالمنا قبل أيام : أمجد محمد سعيد رحمه الله . وقد صدرت هذه المجموعة عام 2007 عن مكتبة مدبولي في القاهرة ولم أطلع عليها إلا بعد أن أهداني نسخة منها عند زيارتي القاهرة قبل أكثر من عامين .

والمجموعة كما قال الشاعر ( إضاءة شعرية على السيرة المحمدية ) . وتتكون هذه الإضاءة من ثلاث وأربعين قصيدة ، تسع وثلاثون منها تستضيء كل منها بآية من آيات القرآن ، بينما تستضيء كل من الأربع المتبقية بحديث من أحاديث الرسول أو غيره .

وتحاول هذه القصائد أن تلم بالسيرة المحمدية قبل البعثة النبوية وبعدها ، وتقرأها قراءة خاصة وتستبطنها لتكشف عن جلالها وعظمتها ، وربما كانت هذه أول محاولة من نوعها في كتابة السيرة النبوية .والقصائد هذه بلا عنوانات ، عنواناتها أرقام متسلسلة تبدأ بالرقم (1) وتنتهي بالرقم (43) .وقد تنوعت إيقاعاتها ، فمنها ما هو عمودي ، ومنها ما هو تفعيلي ، ومنها ما نثري ، ومنها ما يمزج بين التفعيلي والنثري ، فنحن أمام غنى كبير في الإيقاعات . ثم إنها تباينت في أطوالها فمنها ما هو قصير ، ومنها ما هو طويل نسبياً ، ومنها ما هو بين بين ، وهذا تنوع آخر . والشاعر ، كما هو معروف ، شاعر مبدع متمرس صدرت له من قبل عدة مجموعات شعرية ، ومسرحيتان شعريتان ، وملحمة متوجة بجائزة .ومجموعته الجديدة هذه تحاول أن تجمع بين تجربتين : تجربة روحية وأخرى فنية .

أما التجربة الروحية فتصدر عن رؤية دينية مألوفة ، هي رؤية المسلم المؤمن إلى نبيه الذي يحبه ويزكيه ويمجده ، وليس فيها أي كشف جديد ، أو أية تساؤلات خاصة ، ولكنها لا تخلو من تسام صوفي هنا وهناك ، ومع ذلك فإنها تدخل في حيز أدب المديح الديني ، في رأيي ، أكثر من أن تحسب على الأدب الصوفي .وأما التجربة الفنية فهي هذا الحوار الخاص الصامت ، ولكن المعلن ، بين النص الديني والنص الشعري ، بين القصيدة والآية القرآنية التي تتوج هامتها ، وهذه تجربة ليست مطروقة بهذا الشكل في حدود علمي .

ولكن هذا الحوار يبدو متعجلاً في بعض الأحيان ، أو ناقصاً . أو قسرياً ، وخاصة حين يكون الشاعر مضطراً لسد ثغرة تاريخية ، أو لتدارك نقص اكتشفه في مشروعه السيري ( مثل القصائد 7 و 15 و 42 ) بينما نراه حواراً حياً وخصباً وثرياً في أحيان أخرى ( مثل القصائد 16 و 17 و21 ) ، وعندئذ يظهر الشاعر وهو في أحسن تجلياته .

إن ميزة هذه المجموعة في كونها مغامرة فنية يخرج بها الشاعر عن مألوفه فيجرب ، مهما يكن حظ تجربته من النجاح . والشاعر أمجد محمد سعيد ممن عودونا الخروج عن مألوفهم من حين إلى لآخر، فهو لم يكتف بكتابة القصيدة المعتادة ، بل كتب إلى جانبها المسرحية الشعرية ، والملحمة الشعرية ، وها هو يقدم لنا في مجموعته هذه تجربة أخرى , والتجريب في هذه المجموعة لم يقتصر على محاورة النصوص الدينية بنصوص شعرية ، بل كذلك الكتابة بإيقاعات متنوعة :

الشاعر الراحل امجد محمد سعيد والمذيع غازي فيصل والكاتب داود الفرحان والشاعر سامي مهدي ، في القاهرة

فيسبوك

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com