رشفةٌ تكفي
سميا صالح
شاعرة من سورية
في القلبِ
تسكنُ شهرزادُ
بلا مِلاحْ
إلّا أنا
ومليحتي
والشمسُ تأذَنُ للصباح
والطرْفُ يسبحُ
باتجاهِ الباب
يَأْمّلُ دامعاً
بالإنتظار…
-يا طيفُ
عَرِّجْ بالحضورِ
فشوقُ أضلاعي بنارِكَ مُستباحْ
وأتى الحبيبُ
مُطالباً كلَّ الضفائرِ
أن تبوحَ بعشقهِ
حين استراحْ
و أنا وسمرائي
تربعنا على عرش المِراحْ
نرنو إليهِ بلهفةٍ سكرى
نُحلِّقُ بالهيامِ بلاجناحْ
…
همستْ لي السمراء أنْ أسقيهِ بعضاً من لماها
رشفةً تكفي
لِتَنْدَمِلَ الجراحْ
فسَقيتُهُ
مَدَدَاً
وراحْ
ولقهوتي عطرُ البنفسجِ
والأَقاحْ
فرمى الورود عليَّ
في طَيشٍ وصفّقَ
ثم راحْ
شهقت رؤايَ
بلهفةٍ
ماذا جرى
هلْ عادَ يسقيني المحبةَ
أمْ لِيَسْقِيني النّواحْ !؟
روحي تُرفرفُ
خلفَهُ
مثلَ اليمامةِ
إذْ راتْه مُغادراً
ضربت على وترِ الجوى
راحاً براحْ ..
ناجيتُهُ
في لوعةٍ
ارحل..
فإنّي لَنْ أموتَ
بغربةٍ
أنى رسمْتَ لي النجاحْ
واختمْ هواكَ
على هواكْ
مادامَ هذا الحبُّ لايُرضيكَ فاسْفَحْ قهوتي
مادامَ هذا الكونُ يشهدُ دمعتي
سأظلُّ في أملٍ
بأنَّكَ ترعوي
وتؤوبُ في ندمِ القلوب
لِتُرابِ حُبِّكَ والدروبْ
فتضمّني
تحتَ الجناحْ
لأحسَّ
من بعدِ النوى
والشوقِ
بالدفءِ المُباحْ
وربما نزلَ المَطرْ
في ساعةِ الُّلقْيا
على ورقِ الشَجرْ
ليَحوكَ لي
من برقِ عينكَ
يامُنايَ
مغارةً
أو أنهُ
يرمي الصَّقيعَ عليَّ أحسبُهُ وشاحْ
دعني هنا
حتى تباشيرِ المُنى
أستافُ أحلامَ الضنى
وأصيح ُ والهةً
أُحاورُ حبّنا
-يا قلْبُ
هلْ مِنْ هدأةٍ ؟
فالعمرُ بين القهوةِ السمرا
وبينَكَ
كيف راحْ
واللهِ إنَّ العمرَ راحْ !!
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة