أمْشِي حافية نحو إله الشعر
لودي شمس الدين
شاعرة من لبنان
عُروقي أكثر اخضراراً من زمن العزلة…
لا أعلم شهقاتي كيف جرحتها ضحكات القدر…
يُجرف النبع بالوحل والطين داخل مجرى دمي الزهري…
فأبكي لترتاح الفراشاتُ بين أنفاسي على إيقاع الدمع…
الزمنُ يضيق، ينكسر ُويتلاشى ويدي تتسع على مدى النهر…
الدنيا مبتورةُ الشفتين أمام صوت الإنسان وأنين الورد…
والأيام سنابلُ يابسة في فم النورس المهاجر نحو الغيب…
أُصلي خشوعاً لله، للحب وللشعر كي تحيا روحي…
تصفى ماء عيني برؤية ظل حبيبي خلف التلال البعيدة…
فأطوي ذراعي سحاباً أصفر لأعانق قدميه الرَّملية…
أقطع حبال العالم القشي بالزبد النحاسي وأمشي حافية القدمين نحو إله
الشعر…
تنبري الشمس بالأشواك الزرقاء العالقة على جلد الهواء…
وبقيت كثقب ضبابي في كف الدخان وضوء مكسور في حنجرة الصمت…
الحياة والعمر خطان متوازيان لا يلتقيان إلا بالموت…
أحمل جسدي طيراً وأهيئ نفسي للوحدة والجنون…
ولا أسأل أمي عن فِسخ الموج الثلجي بين شفتيها…
لأنها لا تتحسَّس شرود الصخرِ في حبات الرمل الساخنة…
أغني لأنه يؤلمني الفجر كجرحٍ ملتهبٍ في رأسي ولا يضمد…
حبيبي ألجئ لعينيك بوصلة عمري…
أخاف النوم على أسلاك الرياح، أفتقد الأمان…
وأخاف الموت فجأة وأنا واقفة كشجرة الصنوبر في الظلمة…
فبامتزاج قُبلنا اللازوردية يتعاقب الليل والنهار…
لا تبتعد كجبلٍ غاضب من نُعاس الغيم أول الصُبح…
عروقي أكثر رِقَّةٍ من موسيقى اللؤلؤ في المحار الكريستالي…
أحبكَ ليُعتصر القمر عسلاً فضياً فوق صدرك…
لا تبتعد أحبكَ لأبقى أنثى لصيقة بالسماء، بالخبز والماء..
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة