سناء شجاع شاعرة لبنانية في خواطر هاربة.. منه

5 سبتمبر 2021
سناء شجاع شاعرة لبنانية في خواطر هاربة.. منه

خواطر هاربة 

سناء شجاع 

سناء شجاع

شاعرة من لبنان

استدلّ عليها شاعرٌ 

حينَ سألُوه؛: أرأيْتهَا؟ 

كانَت مِن عامٍ هُنا 

ما أخذَت شيئَا من زادِها 

فساتينَها، حليَّها…

ما حقّقَتهُ من مناصبَ شاغلة 

كلّها أبقَتها هنا، ورحلَت هاربة 

ليتَكَ تعينُ بحثَنا عليها 

ما كانَت لِتخرجَ عن عتبةِ الباب 

إلاَّ لتقولَ لأهلِه : عائدة 

أخبرْنا ، باللهِ عليك 

أنتَ صادقْتها …

 وكلُّنا يعرفُ أنّها كانَت لقلبِكَ عاشقة 

فحاولْ أن تبحثَ معَنا لتجمعَ شملَنا 

علّها تكونُ لكَ ، لِتُلبسَ تاجَها

فضحكَ ذا الأشيبُ ملءَ شيبٍ

وقال: ما بالُكم ؟ 

ومَن قالَ لكم إني ودَدْتها امرأة هائمة

قرأْتُ لها قصيدةً 

حينها قالَت يتخلُّلها خطأٌ

علينا بتصويبٍ كرمَى سانحة

في الحالتينِ هلّموا

عليّ وإياكُم نجدُ شاعرة 

وبينما كانَ المسيرُ 

شعرُوا بنسمةٍ عبير 

كانَت تضوعُ بشدِّةٍ، عبقةَ الرّائحة 

قالَ: لنتبعْها ، قدْ تحلُّ مسألةً عالقة 

فأطاعُوه ، وتابعُوه

وهُم على أملٍ بما أملُوه

وإذْ بجناحٍ خَفِقٍ يعبرُ رؤوسَهم بخفقاتٍ صاخبة 

فقالوا: واعجبًا ، أَلا يعلمُ ذا الجناحُ أنّا في قلقٍ 

والبالُ بعيدٌ كلُّ البعدِ عن زغردةٍ 

فضحكَ الشّاعرُ الأشيب ، 

وقالَ: اِتبعُوه. لعلّهُ الدّليلُ لنبضةٍ غاربة

فصدّقُوا ، وأطاعُوا 

ورغمَ سطوعِ الشّمسِ ، وعلى قدمٍ وساق، 

تابعُوا السِّياق ، أمَلًا بإِيجادِها 

وبُعيدَ خطواتٍ تصدَّى نقيق 

قالَ : لا تجزعُوا .

ذا برمائيٌّ وثّابٌ خَضِر

أظّنُّه خيرَ دليلٍ لطريق 

فهلمُّوا وإيّاهُ نتلمّسُ المفيد 

فصدّقُوه وتبعُوه 

إلى ان نعسِت شمسٌ 

وأخذَت بسدولٍ تعلنُ وقتَ المغيب

فقالُوا : آ شاعرَ، وثقْنا بكََ

 وها أنتَ تضلّلُ ما أردْنا 

فانبرَى منهُ همسٌ: صَه، لا تتكلّمُوا 

نحو يسارٍ سنسير 

النُّجومُ باحَت: ليتَ ليسارٍ نميل 

فقلْنا: وكيفَ لنا ان نصدِّقَها

والنّجومُ ،فطرةً، يأسرُها قمرٌ منير 

إثرَ ذا مرّ شهبٌ، في سناهُ برقٌ كثيرٌ

حتّى بتلٍّ قد هوَى  

وتوارَى كي يُثير 

قالَ: هلمُّوا…ذي الخاطرةُ تقاربُنا 

وباتَ الخطوُ ..في مسعاهُ لََقصير 

فجَنّوا من قولِ شاعر 

أضنَى، وهو يتخيّلُ، دلالاتٍ لا تشير 

وباتُوا أهلًا للإياب 

فاقِدي الأملِ

 ما شاءَ اللهُ له ان يكونَ بالقرير

لكنَّ الاشيبَ ماعاد 

وقالَ: أَليسَ بحثُكم عن خاطرة هاربة ؟!

أَما استنجدْتم بشاعرٍ كي، مُطمئِنا، يلقاها ؟

ذي خاطرةٌ ، يا ربعُ

معنَا كانَت ..وجوارا 

مرّةً كَنَسمة

مرّةً  كَضَوع

صدفةُ كضفدعٍ ، فنجمة 

حتّى الشّهبُ هواها 

فأحبَّتهُ خِلًّا 

ثم، ولِخاطرةٍ ، زَفّت هواها

فهلمُّوا نباركُ  خاطرةً

وإن بدَت هاربة

القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com