فاطمة كرومة
شاعرة من تونس
مسؤولة عن الخراب
جُبلت من حديد ومحبّة
يتحمّل عودي المشقّة
يثقل ويخضرّ جرحا في خاصرة وطن
ينمُو عكس توقّعات مقدّمة النّشرة الجويّة
وتنبّؤات محلّلي نشرات الأخبار.
الشّوارع المزدحمة برائحة الخوف والخيانة
كعكة مفخّخة
مُحلاّة بالحواجز البشريّة
مغلّفة بالأسلاك الشّائكة
أعرج بقلب بُترت عروقه في أحد الكوابيس
نحو سيّارة أجرة
قبل بداية حظر التجوّل
بنصف ساعة
يثرثر السائق عن امرأته الجديدة
وزوجته سليطة اللّسان
بخمس وعشرين بالمائة
من أعصاب عقلي السّطحي
أسمعه وأطمئنه
“سيمرّ كل شيء بسلام”
لست سيّئة جدّا
أرسل الطمأنينة مثل نبيّ
لكنّني خائفة
وغصني طريّ وأخضر
حبيبي لا يتفهّم ذلك
مع ذلك
أطرق بابه المفتوح وأتسلّل مثل جنّية
هكذا منذ دخلت حياته المُدرّعة بامرأة تنعق برأسينا
يدور حول أهدابي
وأدور حول هالته
أنثى طير حزين ومهاجر
اسمه المحبة
محبّة مفخّخة.
هنا حيث لا بدّ من إعادة توزيع الواجبات والمحبّة
بطريقة عادلة وسلميّة
على عينيّ السّوداوين حراسة ظهري
الذي لم يكن يوما مدادا لحبر وحبّ أحدهم
لكنه هدف لسياط ومخالب حديديّة
وفي المقابل
على الكائن العذب أن يتفهّم
فقط يتفهّم
يكفي أن أسمع رنة هاتفي
لأضيف حياة على حياتي
التي لن يصدّق كم هي ملوّنة ومجنونة.
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة