نفقُ الحُبِّ
مريم ذياب
شاعرة تونسية
قَدْ قَالَ لِي صَاحبٌ مُجَرِّبٌ عَاشِقٌ
لَنْ نُدْرِكَ الضَّوْءَ حَتَّى نَدْخُلَ النَّفَقَ
– نفق الحب –
فَاضَ الشُّعُورُ فَهَلْ لَوْ قُلْتُ تَسْمَعُنِي
إِذْ كَيْفَ تَحْيَا بَعِيدًا عَنْكَ أَشْوَاقِي
وَالقَلْبُ يَسْأَلُ هَلْ أَمْضِي مجازفة
عَلَى جَنَاحَيْنِ مِنْ حُبٍّ وَإِطْلاَقِ
أمْشِي إلى قَلَقِي وَالنّارُ تأكلُني
وَحْدِي وَيَكْوِي الجَوَى قَلْبِي وَأَحْدَاقِي
لَمّا سَمِعتُ الهَوَى لِلحُبِّ يَطلبُني
يجوبُ قلبي الذي أضنته أطْوَاقِي
نَادَى وَخَلْفَ النِّدَا شوْق يُحاورُني
غَطّى جُنُونَ المَسَا فِي لَيْلِ أَعْمَاقِي
أسرى وفي قلقي صمت يعاندني
ضمَّ المساءَ وأوْرى نورَ إشراقي
ساقَ الصِّبا وانحنى للناي يعزفُهُ
فالتفِّتِ السّاقُ عندَ العشْقِ بالسّاقِ
و آمنَ القلبُ أنّ الحبّ يُبصرني
فأرسلَ الجمْرَ توْاقًا لأحداقي
آمنتُ بالنارِ حتّى بتُّ أسكُنُها
و قرّرَ الشوْقُ بعدَ النّارِ إحراقي
وصرْتُ والعشْقَ أصحاباً يجاذبُنا
هوى الغرامِ لتطويقٍ و إنطاقِ
يا مَنْ سَما بالحشا في نخلِ أزمنتي
وسطَّرَ الشِّعْرَ مجدولاً بأعذاقي
إنّي عشقتُ اللقا فانثالَ بي أملي
هيّا إلى الضمِّ ولتحيا بأوراقي
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة