مي سمعان شاعرة لبنانية.. في قصيدة بيروت

1 سبتمبر 2021
مي سمعان شاعرة لبنانية.. في قصيدة بيروت


بيروتُ 

مي سمعان

مي سمعان

شاعرة من لبنان

تدجّجُكِ الصّواعِقُ والذُّنوبُ /

وتهجَعُ عندَ شاطِئك الخُطوبُ

تكَحّلكِ السّماءُ بكُلّ سِحْرٍ /

وتخشَعُ عند رِفعتِكِ القلوبُ

ويذبَحُك الطُّغاةُ بكُلِّ حِقْدٍ /

وتخنُقكِ الجهالةُ والغيُوبُ

ويغسِلكِ المُحيطُ غَدَاةَ إثْمٍ /

فيُشرِقُ من سَناياك الغُروبُ

وننهَلُ من مدامِعكِ رواءً /

ونُبعَث مثلما فجرٌ دؤوبُ

دَأبْنا مُذْ حضاراتُ تغاوَت/

نهَدهِدُها ونحضُنُها الدُّروبُ 

ونُعْلي هامَةَ الإنسانِ خُلقا/

ونكْرِمُهُ بِما يقضي الوُجوبُ

تُرى بيروتُ لم ينفَعْكِ طُهْرٌ /

ولا شَفَعَتْ لِزنبقةٍ طيُوبُ ؟!

وينقَشِعُ الجبينُ وقد تشَظَّى /

واحكمَ طَوقَهُ ذاكَ الشُّحوبُ 

وكانت درّة الشُّطآنِ طُرّا /

رذاذا من رَحيقٍ لا يَذوبُ

وبيروتُ* البطولةُ والمعاني /

وبيروتُ التي قالوا : اللعوبُ 

وتحتَرِفُ الجمالَ على هَواها/

وتعْبَثُ مِثلما طِفلٌ دَعوبُ 

كتابٌ في المحبّةِ والتَّآخِي /

وإرْثٌ من حضاراتٍ مَثُوبُ

وبيروت* التي بُعثَتْ مِرارا /

أتقبل ما يسَاقُ وما يَشُوبُ !؟

سنمْسح جرْحَها وكما دَرَجْنا/

سنحْرثُها ونُخصِبُها النُّدوبُ

وننْبِتُها بما جادَت رُؤانا /

بماءٍ ليس يُدرِكُه النُّضُوبُ

وفينيق* الذي اضحى رمادا/

سيُبعَثُ مثلما نَسْرٌ شَبوبُ

القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com