بيروتُ
مي سمعان
شاعرة من لبنان
تدجّجُكِ الصّواعِقُ والذُّنوبُ /
وتهجَعُ عندَ شاطِئك الخُطوبُ
تكَحّلكِ السّماءُ بكُلّ سِحْرٍ /
وتخشَعُ عند رِفعتِكِ القلوبُ
ويذبَحُك الطُّغاةُ بكُلِّ حِقْدٍ /
وتخنُقكِ الجهالةُ والغيُوبُ
ويغسِلكِ المُحيطُ غَدَاةَ إثْمٍ /
فيُشرِقُ من سَناياك الغُروبُ
وننهَلُ من مدامِعكِ رواءً /
ونُبعَث مثلما فجرٌ دؤوبُ
دَأبْنا مُذْ حضاراتُ تغاوَت/
نهَدهِدُها ونحضُنُها الدُّروبُ
ونُعْلي هامَةَ الإنسانِ خُلقا/
ونكْرِمُهُ بِما يقضي الوُجوبُ
تُرى بيروتُ لم ينفَعْكِ طُهْرٌ /
ولا شَفَعَتْ لِزنبقةٍ طيُوبُ ؟!
وينقَشِعُ الجبينُ وقد تشَظَّى /
واحكمَ طَوقَهُ ذاكَ الشُّحوبُ
وكانت درّة الشُّطآنِ طُرّا /
رذاذا من رَحيقٍ لا يَذوبُ
وبيروتُ* البطولةُ والمعاني /
وبيروتُ التي قالوا : اللعوبُ
وتحتَرِفُ الجمالَ على هَواها/
وتعْبَثُ مِثلما طِفلٌ دَعوبُ
كتابٌ في المحبّةِ والتَّآخِي /
وإرْثٌ من حضاراتٍ مَثُوبُ
وبيروت* التي بُعثَتْ مِرارا /
أتقبل ما يسَاقُ وما يَشُوبُ !؟
سنمْسح جرْحَها وكما دَرَجْنا/
سنحْرثُها ونُخصِبُها النُّدوبُ
وننْبِتُها بما جادَت رُؤانا /
بماءٍ ليس يُدرِكُه النُّضُوبُ
وفينيق* الذي اضحى رمادا/
سيُبعَثُ مثلما نَسْرٌ شَبوبُ
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة