العقل الجمعي خاضع لرأي الأكثرية المذمومة في الكتب المقدسة

22 أكتوبر 2021
العقل الجمعي خاضع لرأي الأكثرية المذمومة في الكتب المقدسة

فلاح الخالدي

ان العقل الجمعي مذموم ومستقبح من شرائع السماء ومن العقلاء والمفكرين لأنه يؤدي برواده إلى التهلكة وذلك ليس من المعقول أن يكون إنسان دون المعصوم يفكر بدل مليارات الناس في الأرض يقودها عن طريق الإعلام. «العقل الجمعيّ»: ((الطريقةُ التي نشخِّصُ فيها ما هو صحيحٌ عن طريقِ ما يظنُّه الآخرون صحيحاً))، أو بعبارةٍ أخرى: ((ظاهرةٌ نفسيَّةٌ يفترِضُ فيها الإنسانُ أنَّ تصرفات الجماعة في حالةٍ معيَّنةٍ تعكِسُ سلوكاً صحيحاً))،

إنَّ هذا الأمر أنكرتْهُ الشرائعُ السماوية، فالمطَّلِعُ على القرآن الكريم يجد كثير من آياته الكريمة تنهى بل تذم وتنهى عن العقل الجمعي وممن يعتقد أن الكثرة هي دليل على الحق أو دعوة حق .لم تكن الكثرةُ يوماً مقياساً للصواب، والجماهيرُ دليلاً للحقّ، فنرى الشرائعَ السماويةَ تذمُّ الكثرة، فنقرأ في القرآن الكريم: وما يتَّبعُ أكثرُهُمْ إلا ظَنّاً إنَّ الظنَّ لا يغني من الحقّ شيئاً، وأكثرُهُم للحقّ كارهون، ولقد ضلَّ قبلهم أكثرُ الأولين، وإنْ تُطع أكثر مَنْ في الأرض يضلوك عن سبيل الله، إن يتبعون إلا الظَّنَّ وإن هم إلا يخرصون، ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي تذمُّ «سياسة القطيع»، بل على العكس تماماً امتدح القرآنُ الكريم والكتابُ المقدَّس القلَّةَ الواعية العاقلة التي لا تنساق وراء الجماهير دون تفكير، فنقرأ في القرآن الكريم: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليلٌ ما هم، وقليلٌ من عبادي الشكور، ثلةٌ من الأولين وقليل من الآخرين، ونقرأ في الكتاب المقدس: ((الحصادُ كثيرٌ، ولكن الفَعَلَةَ قليلون)) [ لوقا: 16/10]، (( هكذا يكونُ الآخِرُون أوَّليْنَ، والأولون آخِرِيْنَ؛ لأنَّ كثيرين يدعون، وقليلين يُنْتَخَبُون)) [متى: 20/16]، (( لا تَخَفْ أيها القطيعُ الصغيرُ)) [لوقا: 12/32].

واخيرا «العقل الجمعي» يفقِدُ الإنسانُ قدرته على اتخاذ مواقف وآراء خاصَّة، ويعيش مع عقله في حالة عُطْل مؤقت، فتجده يُهْرَعُ إلى جماهير الناس بحثاً عن مؤشِّراتٍ لما يكون صواباً، ويبحث عن الموقف الأنسب الذي يتوافق مع آراء الجماعة حتى ولو لم يكن مقتنعاً بذلك، إنَّه الشعورُ بأنَّهم على صوابٍ دائماً، ويقول في نفسه: ((أريدُ أنْ أكونَ مقبولاً بينهم، وسأكون بحسب رأيهم أيضاً على صواب)) لاندعو للتمرد ولكن يجب على الإنسان أن يكون له رأي او بصمة في التفكير والتفكر في ما يقال ممن هم دون المعصوم من البشر لان كل ابن آدم خطاء .

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com