ظلّ يثملُ بذاته .. قصيدة للشاعر المغربي أحمد بلحاج آية وارهام

12 نوفمبر 2021
ظلّ يثملُ بذاته .. قصيدة للشاعر المغربي أحمد بلحاج آية وارهام

            ظِلٌّ يَثْمَلُ بِذاتِهِ…هُنَاك

           شعر:أحمد بلحاج آية وارهام

            1 – ذَاكِرَةٌ نَبَاتِيَّةٌ

لِأَوْرَاقٍ رَعَتْ عَيْنَيْهِ

بَعْدَمَا كَانَ حِقْبَةً رَعَاهَا

لِبَطْمَةٍ أَظَلَّتْهُ مِنْ قَيْظِ اُلْأَحِبَّهْ

لِأَمْكِنَةٍ نَبَتَتْ فِيهَا إِبَابَتُهْ

                  يَفْتَحُ نَافِذَةَ اُلْأَسْمَاءْ

كَانَتِ اُللَّيَالِي ذَاكِرَةً نَبَاتِيَّةً

وَاُلسَّمَاءُ وَرْطَةَ عَاشِقٍ

مَنْقُوعَةٌ فِي اُلنَّيَازِكِ فُصُولُهْ.

                       *****

هَلْ يَتَذَكَّرُ أَوَّلُ اُلْيَنَابِيعِ شَطَحَاتِهْ ؟

هَلْ يَتَذَكَّرُ اُلصَّرْفَدُ؛

اُلَّذي اُعْتَصَرَتْهُ جِرَارُ اُلْخَوفِ

رَبِيعَهْ؟

عَلَى خَيْطِ اُلنَّدَى يَمْشِي

اُلْجُدْرَانُ تَزْحَفُ عَلَيْهِ

وَاُلسَّقْفُ يَتَلَمَّظُ غَيْبُوبَتَهُ،

شَرِقَتْ بِاُلظَّلَامِ عِلِّيَّتُهُ

دَلَّى مِنْ نَافِذَةِ  اُلْأَسْمَاءِ

رِشَاءَ كِيَانِهْ:

           هَا “دَالِي” يَفْتِلُ شَارِبيْهِ

عَلَى زَرَافَتِهِ اُلْمُحْتَرِقَهْ

يُحَدِّقُ فِي صَلْعَةِ “فُوكُو” 

بِأَقْوَاسِ قُزَحْ،

وَ “فْرُودْ”

عَلَى حَافَةِ جُمْجُمَةِ اُلْكَوْنِ

يَرُشُّ زَهْرَةً بَرِّيَّهْ

بِلِحْيَةِ “مَارْكْسْ”،

فَوْقَهَا يَنْفُضُ “إِيكُو” غَلْيُونَه

وَ يَتَلَصَّصُ عَلَى نَبْتَةٍ

لَا اُسْمَ لَهَا

فِي دَيْرٍ سُورْيَالِي.

لَا أَحَدَ غَيْرُ فُقَاعَاتٍ اُلصَّمْتِ

وَ سَلَاحِفِ”غْوِيتِيصُولو” اُلْبَيْضَاءْ،

كَمَا قِنَاعٌ مَجُوسِي

أَوْ قِنْدِيلٌ بُوذِي

تَقْتَرِبُ مِنْهُ اُلْأَشْيَاءْ،

فِي ذَاكِرَتِهِ يَتَمَدَّدُ “دْيُوجِينْ” شَمْسًا زَرْقَاءْ

أَهِيَ خُطَا اُلْجُدْرَانِ؟

أَمْ اُنْسِيَالَةُ اُلسَّقْفِ؟

لَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا اُنْهِمَارَهُ

كَظِلٍّ أُسْطُوَانِي

مِنْ تِلْكَ اُلنَّافِذَهْ.

                2 – رَائِحَةُ أَصْوَات

مُنْحَذِفًا أَرَاهُ

بَيْنَ اُللَّيْلِيِّينْ

مُغْتَسِلاً بِهَوَاءِ حُدُوسِهِمْ،

لَيْلِيُّونَ

يَلْتَقِطُونَ اُلْحَكَايَا اُلْمُنْزَلِقَةَ مِنَ اُلنَّهَارْ

بَقَايَا اُلْحَكَايَا اُلمُنْدَسَّةِ فِي شُقُوقِ اُلْوِجْدَانَاتْ

يَتَدَفَّأُونَ بِهَا

مِنَ اُلْقَسَاوَاتِ اُلْمُقَنَّعَهْ،

عَفْوِيِّينَ إِلَى حَدِّ اُلثُّمَالَةِ كَانُواْ

فَرَاشُ أَغَانِيهِمْ يَلْثُمُ

              فَضَائِحَ اُلشُّرُفَاتْ

كَمَا لَوْ أَنَّهُ كُؤُوسٌ فَائِضَةٌ عَنِ اُلنَّشْوَهْ.

                        ****

قَوْسًا مَرْكُوبَةً أَرَاهُ

مَهْمُوزَةً بِسَاقَيْنِ

حَـوْلَـهَـا

           يَتَحَوَّى اُلْآخَرُونْ

مُكَاءً وَتَصْدِيَّةً يُكَرْكِرُونْ.

رُبَّمَا أَحَسَّ اُلْآنَ

          بِمَشَاتِلِ يُتْمِهْ

          بِغَمْغَمَةِ اُلْحُرُوفِ فِي عِلِّيَّتِهْ

رُبَّمَا شَمَّ أَصْوَاتًا

لَا تُشْبِهُ اُلْوَاقِفَةَ عَلَى مَكْتَبِهْ

رُبَّمَا أَثْمَلَهُ اُلْهُبُوطُ بِذَاتِهِ…اُلَّتِي هُنَاك.

القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب -لندن

Comments

Sorry Comments are closed

    Breaking News
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com