بقلم المراقب السياسي
بسرعة لم تكن متوقعة جرى تأهيل سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل العقيد معمر القذافي، لكي يترشح الى الانتخابات الرئاسية في ليبيا التي ستكون نتائجها محسومة غير قابلة للطعن والرفض بحسب بيان مجلس الأمن الدولي، والا وقعت عقوبات صارمة على المعترضين. من المؤكد انّ العقلية التي يفكر بها سيف الإسلام تختلف عن عقلية ابيه التي أنتجتها مرحلة معقدة من الصراعات العربية البينية او مع إسرائيل والغرب ايضاً، لكنه في النهاية يحمل اسم ابيه الذي له وقع انقسامي خاص في ليبيا بين مؤيد ومعارض، لاسيما بعد ان عاشت ليبيا وضعا مزريا بعد سقوط القذافي.
في النهاية ليس مُهماً، ان يفوز سيف الإسلام في معادلة ليبية صعبة، لكنه يكون قد عاد للمشهد السياسي من الباب الشرعي، وانه سيحظى بمكانة مستقبلا بشكل او بآخر.
كان ظهور رغد صدام حسين على قناة سعودية قبل شهور سببا لفتح جدل حول محاولة غامضة اختلف التحليل ازاءها قيل إنها تقف وراء تأهيل ابنة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لمرحلة سياسية قد ينتقل اليها العراق في غضون عشر سنوات كأفق جديد لتحولات إقليمية قادمة، وليس لأحد إمكانية الوقوف بوجهها.
في غضون ذلك يبدو ان رغد تراقب التطور الليبي عن كثب ، وقالت رغد -عبر حسابها على تويتر- تخاطب نجل القذافي “أخي الغالي سيف الإسلام القذافي نترقب باهتمام كبير أنا وكل محبيك للمرحلة القادمة”. وأضافت رغد “دعائي لكم بأن تعود إلى المكانة التي تليق بكم وتخدم ليبيا وتُعيدها لموقعها الحقيقي”.
لكن السؤال هو لماذا تم التوقف عند عتبة
ظهور رغد صدام الاعلامي وعدم تجاوزها الى مرحلة لاحقة؟ وهذا ما جرى تفسيره في عواصم غربية على انه جس نبض وطعم في إطار الصراع الإقليمي الدولي مع إيران واتباعها في الحكم بالعراق.
الزعيمان السابقان كانا يحملان صفة ديكتاتور، صدام أسقطه الامريكان في حرب – عالمية- مقننة، والقذافي تحرّكَ جزء من شعبه ضده بمساندة عسكرية فرنسية إيطالية مباشرة. وبعد عدد محدود من السنوات تجري اعادة اسم القذّافي الى المشهد من خلال ابنه، لكن هل يمكن اعادة القذّافية كحركة مجتمع ونظام سياسي، الجواب من المستحيل تحقيق ذلك، لأنّ القذافي قبل ان يرحل كان قد تخلّى عن – القذافية – في اليوم الذي سلّم ترسانته النووية والبيولوجية للمجتمع الدولي وما كان بعدها من تنازلات وتداعيات لم تمنع سقوطه . لكن في العراق حالة خاصة بعد سنوات طويلة من النزيف، لم تعد ظاهرة الصدامية موجودة، بحكم انشطار حركات كثيرة وضمور حزب البعث الذي حوّله صدام الى حزب ذي طبيعة شخصية ضيقة مرتبطة به وحده في القرارات المصيرية. لذلك لو افترضنا انّ رغد عادت في صيغة ما في العمل السياسي، فلن يكون لها ذراع حزبي كأبيها، وستعمل من خلال الدور المناط لها فقط.
رغد لن تكون نسخة من ابيها بالمعنى السياسي، فذلك من الماضي المستحيل، لكنها ستكون في سياق تغيير أكبر، جرى الامتناع عن التلويح به بعد ذلك الحوار التلفزيوني المتسلسل معها. والأسباب تتعلق بقرارات أمريكية ودولية لم يتم الإفصاح عنها حتى الآن، لكنها حتماً موجودة تحت الطاولة.
عذراً التعليقات مغلقة