بماذا تحلم الطيور؟
عبير سليمان
شاعرة سورية
أحبُّ تلك القناديل لكنني
أفضّلها مطفأة كي لا تشذّ عن شمعتي؛
الشمعة التي اشتريتُ لأجلها دهرين
من العتمة وعلب ثقاب كثيرة،
مع ذلك: لا تشتعل..
**
كَمْ من أرضٍ
عزلتْها الظروف
فأصبحتْ “مَحميّة” طبيعياً،
وكم من روح!
**
مثل ريشة مقطوفة
من خيلاء طاووس
تغمسني الأيام بحبرها
لترسم أجنحة اليمام
**
يدي التي طالت الغيم لم تقطف لي القطن..
**
حدث الأمرُ منذ سنين طويلة؛
الآن ما عدت أذكر أسماء العصافير
التي أطلقتُ سراحَها!
**
قبل أن يفتحوا للعندليب
باب القفص
بتروا جناحيه
لكنه غرّد للحرية بصوتٍ
جرحَ السماء.
**
يحلم الشعراء بالتحليق
في زرقة الفضاء الرحبة
يا ترى؛
بماذا تحلم الطيور؟
**
أهطل حبقاً وأغنيات،
أنا طقس غيوم عاق
أنا حزنٌ يغرّد خارج السرب
**
بإخلاص غيمةٍ بيضاء
أرفض كل الفساتين
الملونة التي تطرّزها
السماء لأجلي
**
لا رياح تصفق نوافذ حيّنا
الفقير
غير أن ستائرنا المجنونة
ترقص
على أنغام الفرح
المنفلتة من أعراس بعيدة
**
الشمعة المحاطة بأنفاس
كثيرة
سرعان ما تنطفئ
**
لا معنى للبيوت
التي نعمّرها
لأجل قوم تسكنهم
خيامُهم
**
ألقي موجي على الميناء
فينجرح عميقاً
أنا بحر الشرق المثخن
بأحلام الغرقى..
**
عيناي الواسعتان
قدّمتهما هدية
لرجلٍ أحلى من أن يراني.
* قصيدة من ديوان “ركّاب الزوارق الورقية “.
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة