عبير سليمان شاعرة سورية.. تشعلُ علب الثقاب لتضيء أحلام الغرقى

8 ديسمبر 2021
عبير سليمان شاعرة سورية.. تشعلُ علب الثقاب لتضيء أحلام الغرقى

بماذا تحلم الطيور؟

عبير سليمان

عبير سليمان

شاعرة سورية

أحبُّ تلك القناديل لكنني

أفضّلها مطفأة كي لا تشذّ عن شمعتي؛

الشمعة التي اشتريتُ لأجلها دهرين

من العتمة وعلب ثقاب كثيرة،

 مع ذلك: لا تشتعل..

**

كَمْ من أرضٍ

عزلتْها الظروف

 فأصبحتْ “مَحميّة” طبيعياً،

 وكم من روح! 

**

مثل ريشة مقطوفة

 من خيلاء طاووس

 تغمسني الأيام بحبرها

 لترسم أجنحة اليمام

 ** 

يدي التي طالت الغيم لم تقطف لي القطن..

** 

حدث الأمرُ منذ سنين طويلة؛

الآن ما عدت أذكر أسماء العصافير

التي أطلقتُ سراحَها!

**

قبل أن يفتحوا للعندليب

باب القفص

بتروا جناحيه

لكنه غرّد للحرية بصوتٍ

جرحَ السماء.

**

يحلم الشعراء بالتحليق

في زرقة الفضاء الرحبة

يا ترى؛ 

بماذا تحلم الطيور؟

**

أهطل حبقاً وأغنيات،

أنا طقس غيوم عاق

أنا حزنٌ يغرّد خارج السرب

**

بإخلاص غيمةٍ بيضاء

أرفض كل الفساتين

الملونة التي تطرّزها 

السماء لأجلي

**

لا رياح تصفق نوافذ حيّنا

الفقير

غير أن ستائرنا المجنونة

ترقص

على أنغام الفرح

المنفلتة من أعراس بعيدة

**

الشمعة المحاطة بأنفاس

كثيرة

سرعان ما تنطفئ

**

لا معنى للبيوت

التي نعمّرها

لأجل قوم تسكنهم

خيامُهم

**

ألقي موجي على الميناء

فينجرح عميقاً

أنا بحر الشرق المثخن

بأحلام الغرقى..

**

عيناي الواسعتان

قدّمتهما هدية

لرجلٍ أحلى من أن يراني.

* قصيدة من ديوان “ركّاب الزوارق الورقية “.

القصيدة خاصة لصحيفة قريش –  ملحق ثقافات وآداب – لندن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com