ربيعي الريّان أذبله الصّقيع
وفــــاء دلا
شاعرة من سورية
بيني وبينكَ قُبلةٌ،
بِمسافةِ الحُلُمِ القديمْ..
حيثُ استفاقَ برعشةٍ
هزَّتْ كِيانِيَ بالوَداعِ
كما الرحيـلْ..
فَشكا فؤاديَ وجْدَهُ للياسمينْ..
فدمشقُ تعرفُ حسرتي..
أيّانَ يسحقني الحنينْ..
ودمي المُراقُ على السطورِ..
نايُ المواجعِ والأنينْ..
وأنا قصيدةُ مُغرَمهْ..
لمْ تمحُ نغمتَها السنينْ!
تنسابُ، تصعدُ قامتي
أفقاً بكلِّ العنفوانْ..
بشذا القوافي
والحروفُ هي العبيرْ…
وأنا، أنا سِفرٌ لأجنحةِ
الحَمـامْ…
في داخلي وجعٌ شآمِيٌ..
وأكثرُ من سؤالْ..
وجعي لياليِّ الطِـــــوالْ
إذ كيفَ يهجرُ عُشَّهُ..؟
أوَّاهُ من شوقي لعصفوري الصغير!!
مازالَ في عينيَّ مهداً ..
كالفراشةِ رافلاً بين الزهورْ..
هلْ ماتَ فيهِ الحُبُّ
والأشواقُ للحُضنِ العظيمْ؟
للآن انظرُ عودةَ الحُلُمَ الوديــــــعْ..
وعلى زُجاجِ نوافذي
جيشٌ تحشَّدَ للرجوعِ
وفي المآقي كُلُّ ألوانِ الدُموعْ..
وربيعيَ الريّانُ أذبلَهُ الصَقيـعْ…
هل هكذا طفلي يضيعْ ؟ ؟
هل هكذا يعثو بأروقتي العذابُ
وينتضي دمعي الغِيابْ ؟ ؟
وأنا التي أعطيتهُ قلبي وروحي..
إذ رُمتُ انتشلَ الحبيبَ
من الرصيفِ،
من الضَياعْ..
هو هكذا خطّ العناء
بدفتري..
ديوانَ صبرِ الأشقياءْ..
وأنا يمامُ دِمشقَ مُذ وئدوا
الهديــلْ.
لكنَّ حرفيَ عابقاً يبقى
بعطرِ الوردِ..
مهما داهمتهُ الريحُ..
يبقى عُمرَ شابْ..
فأنا اليمامةُ والقصيدةُ
والكِتـابْ
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة