عبد الحفيظ بن جلولي شاعر جزائري في قصيدة نبوّات غجرية

17 يناير 2022
عبد الحفيظ بن جلولي شاعر جزائري في قصيدة نبوّات غجرية

أحلام ونبوّات غجرية

عبد الحفيظ بن جلولي

شاعر من الجزائر

كأنّك توقظ 

شيئا من الخواء

في أضمومة الوقت..

كأنّك تلعب 

قرب ضفّة نهر

متاهة الشّمس..

كأنّك نسيت موعدا 

تجري فيه ملوحة البحر..

يا سيّدي،، 

السّجن كسّر قضبانه 

وما عاد في المكان 

حيّزا لظلمة

وما عادت أمّي تحمل قُفَّةً

بها زاد مجهول الهوية

ولا عاد أبي

يضحك من سخرية الأوجه الدّموية..

إنّي المهدي في زمن 

النبوّات الغجرية

أحمل للكافة شكل الخوارق 

حينما تصاحب وجهي 

وتحمل هويّتي 

وترمي بي صوب المشانق..

لعلّ في ورطة الفجر

رحيقٌ من ورد الموت

حين أحمل لون عينيّ كتابا 

أقرأه آيات من مطر

وعذاب يلوح في أفق الخطر..

أنا يا سيّدي 

يوما

بعت هويّتي الأصلية

رحت أتاجر على المنابر الوطنية

أعرض يوما بضاعتي 

ولوني القمحي 

في الحانات 

وعلى طول  الشّواطئ الذّهبية..

وأستفيق يوما آخر

على هبوب الرّيح الثورية

وغرغرة الميادين

وبوح الصّمت الذي 

كان يوما شهيدا للعاشقين..

أنا يا سيّدي،،

بدأت مع الرّشيد

نهاية الحكاية

وأدرت اسطرلاب التّاريخ 

وقرأت في الهاتفين 

صرخة امرأة 

لم يسجّل إسمها سالف عصر

لكنّها بدأت مع المعتصم

أسطورة الزّحف..

هذا الشّارع يا سيّدي

يحمل إسم شهيد

علّمني يوما كيف أرسم 

من نزف جرحي 

خريطة للوطن

وتضاريسا للمحبّة

وعرشا من ربيع 

لا يعلوه وثن..

يا سيّدي 

القلب مساحة نبل

قشعريرة في ليل شتوي 

مغلّف بنغمة ناي

وجمر موقد 

وأنين بقايا

حنينا لامرأة لم يزرها الجنون

لم تتعدّ في الحب خطوتين

إجتاز بها العشق

وردتين

وسقاها الكأس 

خمرة النّهرين

وجيء بالمدن 

تشهد ميلاد التّاريخ

عطست بغداد

رجفت قاهرة

وارتحلت دمشق في الغروب،،

وغنّت قيروان إسم حبيبتي..

تدلّى من وتر الغياب

لون مئذنة

وشفق من زعتر

وغيمة من زيتون

أنا يا صديقي 

متعب بغربتي

عمري أشعره يمتدّ قرون

وفي المأساة 

يكتبني الحبر 

عابر شجون 

جسدا بدون لقب

بدون منصّة للعبور 

هكذا أرادني الرّواة.

القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات واداب -لندن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com