الرباط – قريش
نشرت دار أكورا للنشر والتوزيع التي مقرها بمدينة طنجة المغربية رواية موسومة بـ “مذكرات مثلية” للكاتبة الشابة ، فاطمة الزهراء أمزكار ، ووزعتها في معرض الرباط الدولي للكتاب قبل ان تقع المفاجأة
في سحبها من الادارة ..
و كانت قد أوضحت دار أكورا للنشر، أن هذه الرواية هي باكورة الكاتبة فاطمة الزهراء أمكراز ، وتتميز بالجرأة وبتخييل روائي يعالج موضوع المثلية، من خلال مقاربة كيف ينظر إليها المجتمع؟ كيف ينظر إليها الدين؟ والآخر..
وتحكي فاطمة الزهراء عن فتاة بطلة اختارتها لروايتها، وهذه الفتاة صورتها عبر مراحل متعددة تحاول عبر مسيرة حياتها الانعتاق من عدة حوادث سوداء ابتدأت بعد حادث اغتصاب، وزواج فاشل، ثم مرحلة طلاق، تحاول بعد كل هذا في الأخير التحرر بعد دراستها من سلطة الأهل والمجتمع والخروج من الشرنقة لتتقبل واقعها كما هو في مجتمع يرفض المثلية، ويعتبرها من الطابوهات.
وفي ما يلي مقتطف من الرواية الذي جاء على ظهر غلاف الرواية :
دخان كثيف، شعورهن تتراقص، أمامي رجل أسود اللحية، يشرب الماء الساخن وينفثه، عن يمينه رجل آخر يأكل الزجاج، سمعت الكثير عن سيدي رحال البودالي، وها أنا أرى حفيد بويا عمر، أطعتُ جدتي في نهاية المطاف وقدمت معها، أردتها أن تفهم ألا بلسم شاف لقروحي، ولا علاج من دون أنوثة تسكر، صارحت جدتي:
– أنا مثلية.
– ما معنى مثلية يا ابنتي؟
– أميل للنساء وليس للذكور في المضاجعة.
– يدك منك ولو أصابها الجذام، سنبحث عن علاج.
طاوعتها في رأيها وإن كنت موقنة ألا علاج لي غير أن أكون ما أنا عليه، أن أكون مثلية وأن يعرف العالم أني مثلية…
ظن خالي أن جناً يسكنني، وأقنعهم بذلك، ولهذا طاوعتهم ودخلت الضريح، وجدت الكل يضرب وجهه بالزجاج وهم يصرخون، صرخت معهم، وطفت حول الضريح، مع المفلسين عاطفيا مثلي، واليتامى، والمتشردين… تذكرت اغتصابي، وزواجي، وحبيبتي التي خذلتني، صرخت باسمها ومن خلفي الملتحي يقول:
– يسكنها جن يشتهي الإناث.
أمضيت ثلاثة أيام في الضريح، كل الطقوس أديتها، لم أناقشهم فيما يفعلونه بي، أردت أن تنتهي هذه المسرحية بسرعة، كي يقتنعوا أنني هكذا.
من خلال قرائتي لهذا المقتطف زاد شوقي لقراءة هذه الرواية والتي ستمثل ثورة جديدة في الكتابة بطلتها الصديقة امزكار.