طَوْقُ الياسَمينِ المـُبدَّدْ..
لويزة ناظور
شاعرة جزائرية مولودة ومقيمة في فرنسا
أَهَذا نَصِيبـِيَ
بَعْدَ شُرْبِ البَحْرِ؟
أَبعْدَ تِيهيَ فِي المدائنِ
ها حَصِيدي؟
هَلْ نِلْتَ حُسْنَ الظَّنِّ مِنِّي
يا ابْنَ جِلْدِتي…يا طَريْدِي!؟
وتَقُولُ أُمِّي:
“حِينَ أَخْرَجْتِ الحَياةَ صُراخاً
حَمَلْتُكِ …
على صَدْرِكِ طَبْطَبْتُ
بِاسْمِ اللهِ، بِاسْمِ اللهِ
رَنَّمْتُ تِبَاعاً…”
بِاسْمِهِ إِذاً،
بَارَكَتْ أُمِّي مَـجِيئيَ بَيْنَ الْبَشَرْ…!
لَمْ تَكُنْ تَعْلَم، حِينَها،
أَنَّ “بِاسْمِ اللهِ”
تُبَاحُ الذِّمَمُ
تُهْدَرُ الدِّماءُ …يَحُلُّ العَماءُ
تُرْصَدُ الرِّقابْ!
تُشْهرُ السُّيُوفُ فِي وَجْهِ طِفْلٍ
عُودُهُ، بَعْدُ لَمْ يَكْتَمِلْ!
وها طِفْلٌ
فرَّ طَوْقُ الياسَمينِ عَنْ جِيدِ أُمِّهِ
تَبَدَّدَ فَوْحُهُ
تَلاشَى زَبدُ الحَنَانِ
تَقَطَّعَتْ أَحشاؤُهُ غَدْراً
سرَتْ في أَنْفاسِهِ كِيمْياءُ الفَناءْ!…
ذَنْبُهُ!؟ :
قَبْلَ بِضْعِ سِنِيـنَ
بَارَكَتْ أُمُّهُ …كَذَلِكَ” بِاسْمِ اللهِ”
مِيلادَهُ
حُضُورَهُ
في أرْضِ الرَّصَاصِ المـُـقَفَّى
بعدَ يَباسِ الياسَمينْ
على كَتِفِ الوَطنِ الجَمِيلْ…
يَسْقُطُ القَلَمُ حَسْرَةً
يَتَدَحْرَجُ على الوَرَقِ الـمـُثقَلِ أَوْجاعاً
وتِلْكَ الجُمَلْ!
وأَضْعَفُ إِيـماني
يا زَمَنَ تَوَرُّمِ الضَمائرِ
سَلاماً!
سَلاماً على بَنِي البَشَرْ…
سَلاماً على الذي قَرَأَ بِاسْمِ رَبِّـهِ
الذي “عَلَّمَ بالقَلَمْ”
عَلَّمَهُ “ ما لَمْ يَعْلَمْ… ”
وعلى كُلِّ نبـيِّ
حَطَّ في حيِّنا
مُذْ نُفِخَ رُوحُ السَّلامِ
في طِينَةِ أبِ البَشَرْ
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة