أعلى الرف
أفراح الجبالي
شاعرة من تونس
كل صبـاح تمتـدُّ يـدي إلى أعلـى الرَّف
حيث علبـة المُربـّى
الـعذْب
حيْـث
كل صبـاح
تتمشـى نملـةٌ إلى الأعلـى ولا تسقُـط
بذلـك الإصرار الـذي أراه
كل صبـاح أمـام الـمِرآة
أراهُ يَـزحف إلى الشَّعـر الذي تغيَّـر كثيـرا
تغيَّـر بعـده الوجْـهُ
أرى الخطـوطَ تتقـدّم
خطوطا لا تشبـه ما يخطـو عليـه الجسَـدُ
الـذي صار يَتعـب أيضا
طويـلا
بلا سبـبٍ
أجلـس وأفتـح العلبـةَ
كمْ علبـة مربـى فتحـتُ
والنملـةُ لا تنـزل
النمـلُ يأتـي
ككـل صبـاح صفـًّا مِن نمْـل لا أعرف إلـى أيْـن يمضـي
وأمضـغُ
بينمـا أنظـر إليهـا تتجـاوز الرفَّ وتعلـو مع السقـف
أمضـغُ مـع امـرَأةٍ
ستتنـاقص أسنـانُهـا حتـى
تعـود إلى حليـبهـا
حليـبـا
أو مـاءً بـبسـاطة انحنـاءاتِ الميـاه
وتعـودَ إلـى لمعـانه المدقـوق علـى الهشـاشةِ
الأولَـى
ربما مـع ارهـاقٍ ستتْبَعـه
بـخدَر هكـذا
مثل كل صبـاح
وهي تَستيْـقظ وتشعـر بـرغبة في الاستلقـاء لساعـات أخـرى
وتتمـدّدُ هنـاك
مثل كل صبـاح
أتذكّـر
كمـا سـأتذكَّـر
كيف مشيـتُ لقـرون طويلـة
بـلا قدميْـن
امـرَأةً لم تتـركْ أيـة آثـار أقـدامٍ
أعـودُ إليـهـا
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة