المصراع
سوران محمد
ملاحظة
المرصاع أو الدوامة: لعبة يتخذها الصبيان، وهي قطعة من الخشب مخروطية الشكل تشبه الكمثرى مفلطحة أحد اطرافها وحادة الطرف الآخر
العراقيون يسمونها المصراع وهي تصحيف المرصاع بتقديم الصاد على الراء. والكلمة اسم آلة مشتقة من رصع الشيء: إذا ضربه بيده
…………………………
منذ أمد بعيد والمصراع
يستدير
لقد التبس عليه عمره الان
مع كل دورة،
و انتهاء حقبة
يذهب أبعد إلى ما هو خارج الزمن.
*
هنالك العديد من حرکات الدوران.
تتباطأ في قمة السرعة،
ثم تموت ..
كالصيف بعد الاورجازم
يتنزل من جبل الخريف مسرعة.
فتزل قدمه عند صخرة
ثم يصبح ريشة تلعب بها رياح الآفاق
*
و هكذا تقول كل مرة
هذه آخر قصيدة أكتبها،
و سوف أفك هذا الطوق حول العنق.
لكنه سابق لأوانه.
مازال قضايا الوجود تتحرش بالشعر،
تلك القصائد التي
تغضب كراسي الاغلبية
فيتدفق مزيد من الدم
في العيون الحمراء للرأسمالية القابعة –
في احضان الديمقراطية
مع ان الشعر لا يحرك أحدا
هذه الايام…
*
تهاجم الغربة الشاعر
من كل الاماكن و في كل الاتجاهات و
حتى ان كلمة (الغربة)
لا تعني لغربة الشاعر شيئا.
لأنها عاجزة عن تحديد الكم والنوع
والكيفية مع الاسباب!
تماما مثل دوران المصراع
لا نعرف كم ومتى وكيف؟
ألقته الايادي أرضا ….
ولو انه دوما
كان يدور بنفس اتجاه اجرام السماء
مع وجود ظله الخفيف
وقد امتزج نفثه مع ايقاع خرير الماء و تغاريد العصافير
لكن مع كل هذا
لقد امتلء نفسه المنكسر
ملء الكون حزنا.
*
تأوهات الحق وضحكة الأبله.
عزلة شاردة ،
و حشود فارغة..
يتحولون الی جلادين متوحشين
في أحلام الشروق يرمون الروح
بأسلحة فتاكة و يقتلونها
ثم تنهض تارة أخرى
و تحدق في آخر دورة المصراع
حين تستكن
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة