قصيدتان
رنيم نزار
شاعرة من الأردن
زواج قاصر :
١.
تزوجتُ في التاسعة من عمري
كنتُ
بجسد نحيلٍ وبسمة وادعه
وطفولةٍ
غابت بلا سابقِ إنذار
٢.
انتظرت بفارغ الصبر والسلوان الجميل
أن يكبر بطني بالأجنّه
أُراقب كل شهر حصيلتي من الخيبة
بدماءٍ على ملابس الأمل
لكن لم تصحُ أزهارُ رحمي
من السبات
٣.
تزوجت في العاشرة من عمري
من رجلِ آخر
بعد وداع الحب
الذي ضمر في قلبي
بلا ابناء
كنت امرأة لرجلٍ كريمٍ
يكره الصباح وإشراقةَ وجهي
كل ذي فجرٍ
٤.
تزوجتُ في الثامنة عشر من عمري
من رجلٍ شرسٍ
لا يحمل جسده قلب
جائعًا لجسد صبية في عمر الفراشات
٥.
تزوجت في الخامسة والعشرينَ
من رجلٍ نسيت قبله رجالي الكثر
الأول كنت امرأة للحزنِ
وزوجة ثانية للألمِ
ثم ارتبطت بالندمِ
حتى اقترنت مع زوج
لن أعود بعدهُ خاسرةً ..
صرت زوجةَ
الكريمِ، اللئيمِ، المحبِّ، الغاضبِ، المعطاءِ.. (الشِّعر!)
دماء.. بكارة.. وخطيئة النضوج :
في الخامسة من عمري
كانت قضيتي البريئة
أن أعلو فوق كعب حذاء أُمي
لأرى ما خلف دناءة الكون
وخفايا النضج
هربت من الطفولة على مضض
في الثانية عشر من عمري
صحوت على منظر مرعب
الأحمر يغرق سروإلا أبيض
لم يمسسه إلا الطهر
دنسته دماء النضج
وسمعت وشوشات تقول
” مبروك أنت الآن أجمل امرأة
ممنوع اللعب
ممنوع الخروج بعد السادسة
ممنوع مخالطة الأولاد
وممنوع اللباس الكاشف”
في الخامسة عشرة
صحوت على لمسات خفية
لأصابع تلمس سمرة جسدي
بخلسة مرعبة
بحنو مذهل
وجرأة خبيثة
كانت يد الشعر
توقط أنوثتي
لكي أرقص على حواف الليل
بظل معطوب بالوقاحة
في الثامنة عشرة
رحلت إلى حلم الأمومة
وُلدتْ من تعبي
قبائلُ حاشدةٌ من الأحزان
ضاجعني ملك شرس
اسمه الأرق
حتى صرت كل ليلة أغرق في دماء
بكارة أنثى
غزاها الشعر
فترك لها من مائه
لتنجب بكامل بكارتها
بقبلة طاهرة من فم الحزن
قصائد!
في الخامسة والعشرين من عمري
اخترت أن أدنو من كعب حذاء أُمي العالي
لا أريد أن أكشف حقائق غائبة عن عيون الطفولة
لا أريد أن أعلو إلى فخ العمر
سكنت ظلام طويل
وصرت أنا
كل النسوة التي تسمى رنيم
الآن
أناوحيدة مع بنات أفكاري
والمعضلة
أنني امرأة!
القصيدتان خاصتان لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة