أنا الناي العتيق بين شفتيك
لودي شمس الدين
شاعرة من لبنان
تدق أجراس الغيب الكئيبة في
المدن والغزلان تبكي وحدها…
ثلجٌ أزرق يجرح الغابات والبحر
مثقل بالغيم السكران…
وينبوع من الدم معذب من نحيب
الحمائم فوق نهدي…
أحبك ولا أريد أن يفصل بيننا
لحن، نفَس ، ضحكةً أو دمعة…
أود أن أتعرق كنايٍّ عتيق بين
شفتيك المخملية…
أود أن أُهدِئ تنهدات عينيك
الملونة بقبل ماء عيني…
الشموس بين أخمص قدميك
فراشات نور هاربة نحو عشب
فخذي…
وصمت السماء في حنجرتك
تولِّد زمناً من الوحدة المليئة
بِلْلَيْلَكِ…
في الليل وعند هبوط القمر
الحزين بين ذراعي البحر
الناعمة…
تخرج المراكب الشاحبة من
مرساها وتحمل الأسماك الميتة
نحو الرمل الكستنائي…
ويصحو الورد من نشوة قُبل
الطيور مغنياً للحب، فأناديك…
أناديك وأنا أنثى بلا بيت
ووطن ، بالكاد أجالس عمري
النرجسي…
لا تنسني ، كل أعضائي المرمرية
التهبت من حرارة فمك …
كل الأنجم البيضاء ذابت من
تدليكها لرماد صدرك المثقل
بالآلام…
أحبك وكل الدروب معلقة
كسلاسل فضية بين يدي أشجار
النخيل…
لا تنسني، الفجر مريض والمدى
شَقّقَته أنفاسي الموحلة بأصابع
القدر…
ليلة بعد ليلة لا أحس سوى
بانتفاخ في أعصابي، بُعدك
جحيم…
الشوق حيوان عنيد بألف رأس
حديدي ينطح قلبي…
أحبك فلا تنسني، سِرّاً كسرت
سنابل أضلعي وتفرغت بكامل
أنوثتي لدمع وصراخ قدميك…
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة