احتفالية الوفاء لتخليد ذكرى شاعر العرائش حسن الطريبق

28 مايو 2022
احتفالية الوفاء لتخليد ذكرى شاعر العرائش حسن الطريبق

الرباط – قريش 

حسن الطريبق

احتضنت مدينة العرائش يوم السبت 28 آيار/ مايو ، احتفالية خاصة بالمركز الثقافي بالمدينة بمناسبة أربعينية الشاعر الراحل الدكتور حسن الطريبق صاحب أشعار في “تأملات في تيه الوحدة” ، من تنظيم دار الشعر بتطوان بإشراف وزارة الشباب والثقافة والتواصل،  بحضور شخصيات من عالم الثقافة والفكر والسياسة ورجال الدولة.

وتتطلع أسرة الراحل وطلبته والمقربين منه من عالم الثقافة والسياسة في القادم من الأيام إحداث مؤسسة تحمل اسم الشاعر حسن الطريبق تعنى بالثقافة بمدينة العرائش ومن أجل صون ولملمت تراث الفقيد في الشعر والشعر المسرحي تقديرا له ووفاء لمنجزه .

وتعرف هذه التظاهرة بحسب بلاغ المنظمين الذي تسلمت قريش نسخة منه التي تنظم ، بشراكة مع مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة وجماعة العرائش،  تقديم كلمات وشهادات وقراءات، مع إقامة معرض حول تجربة الفقيد، يتضمن صورا ووثائق ورسائل وحوارات جمعته بكتاب وفنانين ومسؤولين مرموقين من المغرب والعالم العربي وأوروبا.

وتجدر الاشارة أن الشاعر المخضرم حسن الطريبق أثار في أراضي الشعر المغربي سجالات من خلال إنتاجاته الأدبية الغزيرة ونفسه الطويل في السجالات النقدية وقد بصم تحربته ما نظمه ونثره من جمال شعري ساطع وإبداع أدبي لَمّاع. ويعتبر المؤسس لمجلة “الجذوة” سنة 1957، بعد استقلال المغرب. 

وتجمع شهادات وآراء الذين عاصروه كونه الشاعر الذي صدع بصوت نضالي هادر في سنوات الستينيات والسبعينيات، وقاسى تجارب الاعتقال والاضطهاد، بعدما جهر بصوت الحق والقصيدة. ورغم الإفراج عنه، فقد ملأت بلاغته الفضاء العمومي في المغرب، في المنتديات الثقافية والمدنية، وفي المؤسسة البرلمانية التشريعية، كما في المؤسسة الجامعية، أستاذا للأجيال، ومؤسسا للدرس الشعري والأدبي في كلية الآداب بتطوان،  بعد مرحلة التدريس الجامعي في جامعة محمد بن عبد الله بفاس.

ويصفه تلاميذته وطلبته ومريدوه أنه أحد “صناع المجد الأكاديمي والأدبي الذي راكمته شعبة اللغة العربية في كلية آداب تطوان”، والتي تخرج منها كبار الباحثين والمبدعين، بفضل رعايته لتجاربهم البحثية وتعهد مشاريعهم الثقافية، مدى نصف قرن من الزمن. 

وعمل الراحل الطريبق أستاذا في مؤسسة التعليم الأصيل في مدينة العرائش، ورافق أبناءها في أيامهم وأحلامهم، وفي آمالهم ودراستهم، هي المدينة التي كانت مهدا لحداثة الشعر المغربي والعربي، وللوعي الوطني المستقل، إلى جانب جارتها تطوان، مثلما كانت مهادا للقاء بين التجارب الشعرية والأدبية على الضفتين المغرب وإسبانيا. والحال أن حسن الطريبق هو أحد أعلم الناس بالشعرية الإسبانية، نقدا وإبداعا وتنظيرا، بل هو المغربي الأول الذي كتب تاريخ الشعر الإسباني الحديث كما لم يحدث من قبل.

 في مستهل السبعينيات ومطالعها جمع الشاعر تجاربه الأولى في ديوان “تأملات في تيه الوحدة”، منذ 1972، ثم “ما بعد التيه”، سنة 1974، وهي السنة التي صدرت فيها مجموعة من الأعمال المؤسسة لحداثة الشعر المغربي المعاصر. 

وبعدها، سوف يخوض في سجال نقدي وثقافي موسع مع عدد من مجايليه وأصدقائه المغاربة، مؤسسا، رفقتهم،  لثقافة الاختلاف وشعرية المغايرة وتنازع الاختيارات الكتابية، ضدا على ثقافة الإجماع، منتصرا لأهواء وفتنة الإبداع. وهي السجالات التي بادر إلى نشرها، قبل رحيله، يقينا منه في أهميتها من بعده ونقده. 

ويرى نقاد وباحثون أن هذا “الوعي النقدي المتقدم، منذ ذلك الإبان، هو الذي دفعه إلى تعميق البحث الأكاديمي من خلال أطروحة رائدة حول الغنائية والدرامية في الشعر، وعبر دراساته العمدة والمعتمدة حول الشعر والشعر المسرحي في المغرب، إذ هو رائد الشعر المسرحي في المغرب، إبداعا شعريا وممارسة مسرحية، وتنظيرا ودراسة نقدية.”

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com