الفراديس
وفاء الشوفي
شاعرة من سورية
1
”الجحيم هو الآخرون” يا ” سارتر “
أريدُ أن أكونَ
نقطةَ حبرٍ بيضاءَ
تختزنُ كلّ الأشعارِ
دونَ
أن تتجسّدَ .
تختزنُ القصصَ دون أن تعيشَها.
حضرتُ بما يكفي لأنفرَ من اللحمِ الحيِّ ، من
البشرِ .
أريدُ أن أمحّى
أفرغُ صندوقَ ذاكرتي من
الألمِ
أعودُ إلى خالقي .
نقطةُ حبرٍ نشوانةً بالخدرِ
و
التوحدِ .. أريدُ أن أكون .
2
لكنَ الفراديسَ
لن نصلها قبلَ أن تتبخّرَ مظالمنا.
فالنارُ طرقٌ .. يمضيها معاً ، الظالمون
و
المظلومون .
3
في مدحِ الحبِّ” يا ” آلان باديو”
ثمةَ شيءٌ سقطَ من ذاكرةِ الرعاة
و
تركَ مكانه فاغراً كالضرس المخلوع.
ثمة ما لا ترممهُ خيطانُ الروي
و لا
أناشيدُ التضرُّعِ للصخور المقدسة.
و
كأن القلبَ محرابٌ نزيهٌ لا يمكنُ خداعه.
لذا لم يوضع في الحسبان.
لا يقبلُ الحبُّ القسمةَ إلا على اثنين.
4
” أين نسكن العالم ” يا ” هولدرلين ”
فالخلودُ
قفزٌ عن حواجزِ التحقُّقِ في الصيروراتِ
لعبٌ مع الزمن
مقايضةٌ للوقتِ
و
اكتشافُ الوجوهِ اللامتناهيةِ للذاتِ
و
الجنينيةُ ، فردوسُ الاستراحةِ من
التعقيدات .
أما الموتُ
فسببٌ وحيدُ لاستعادةِ العفويةِ
و
خرمِ إناءِ الجسدِ الذي تستقرُ فيه مياهُنا.
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة