عبد النبي بزاز
ــ قاص من المغرب
مُشُّرد
يغذ السير في مسار ترسخ في ذهنه المزدحم بصور مشتتة ورؤى فضفاضة. يجوب نفس الدروب والأزقة والشوارع… يقطع نفس المسافة . قليلة هي المرات التي ينزاح فيها عن مساره المعهود.
يقترب من المقهى . يقف في انتظار قدوم النادل فيناوله قنينة بلاستيك ليملأها بالماء ثم يعيدها له.
حينما تراه قادما بقامته الفارهة، وشعره الأشعث الطويل، وأسماله الرثة المتسخة تنتابك أسئلة عدة عن ماضيه ، والأسباب التي قادته إلى وضعية الخبل والتشرد ومدى استمرار هكذا حالة مزرية ومتردية… دون أن تظفر بأ جوبة كافية شافية.
وضْـع
التحق بقرية لا تبعد كثيرا عن مدينته حيث تم تعيينه غداة توظيفه بسلك التعليم . اكترى بيتا صغيرا مكتفيا بالقليل من اللوازم من فراش وأواني … معلقا آماله على أفق انتقال قريب.
طال به المقام بقرية تفتقد لأبسط شروط العيش ومتطلبات الحياة ممنيا النفس بانتقال يخلصه من ربقة وضع يجلله الركود ، ويحفه الضيق والملل والضجر.
مغامـرة
مرعقدان على طبع أول أضمومة قصصية . فرحة تحقيق أمل راوده طويلا، وتعذر تحقيقه بسبب إكراهات عديدة، سرعان ما خبت وخفت بريقها أمام معضلة نشر الكتاب وتسويقه وسط سوق تفاقمت فيها أزمة القراءة ، وتنامى العزوف عن الإقبال على الكتاب الورقي ليجد نفسه وسط معمعة رهان معقد ومكلِّف لم يثنه عن مواصلة مغامرة اجتراح فعل الكتابة والطبع لترتفع حصيلة كتبه وتتضاعف.
عذراً التعليقات مغلقة