قصيدةٌ ترفُضُ التصفيق.. للشاعر العراقي عبد يونس لافي

29 يونيو 2022
قصيدةٌ ترفُضُ التصفيق.. للشاعر العراقي عبد يونس لافي

قصيدةٌ ترفُضُ التصفيق

نشرت هذه القصيدة في العراق، قبل 50 عامًا.  بعدها نشرت، على فترات متباعدة، في عدَّةِ مواقعَ عربية اخرى، ثم ترجمت ونشرت بالانكليزية عامي  (1998)  و(2021)    والصينية عام  (2005).

شعر

الدكتور المهندس

عبد يونس لافي

شاعر عراقي

حينما يستوعِبُ الانسانُ هذا الكونَ، فينظر إليْهِ وكأنَّهُ كرةٌ بِيَدَيْهِ، ماذا على الشاعرِ أن يقولَ وهو حبيسُ جدرانٍ ستة؟

ها أنَذا في غُرفَتي

يَخْنُقُني صَمْتـي،

وأُحـاوِلُ العصيانْ

أسْتَنْطِقُ الجُـدرانْ،

لا شيءَ عندي غيرَ أوراقـي،

ودفاتِـري،

ورسالةٍ ناءَتْ بحِمْلٍ مُضْطَرِبْ،

لم أدْرِ مَنْ

مَنْ دَسَّها بين الكُتُبْ!

” إني أحِبُّكَ لا كما قد أخبَروكْ،

إني أحِبُّكَ بئسما قد أخــبَروكْ،

إني أحِبُّكَ للبقاءْ

واِلى اللقـاءْ “

وَطَفِقْتُ ألْعَنُ ما كُتِبْ،

فجِنايةٌ مِنّي أحِبْ،

لا لنْ أُحِبْ،

سَأُحِبْ.

لا لَمْ أعُدْ أهْوى،

كغيري دون روحٍ ونَقاءْ،

لستُ غَبِيًّا كي أُحِبَّ كما

يُحِبُّ الأشقيـــاءْ.

قومي يُحِبّونْ،

لكنْ بِلا عقلٍ أحَبّوا،

قومي أَحَبّوا القيدَ في الحُبِّ،

أنا لا أريــدُ الحُبَّ قيْدا،

أنا لا أطيقُ الحُبَّ قيْدا.

لا تعذِلوني إن أنا

أحْبَبْتُ ذرّاتِ الرِّمالْ،

أو نقطةً في الزَّمَكانْ*

أو عالَمًا لاتَعْرِفوهْ!

ألحبُّ؟

لولاهُ لبادتْ كائِناتْ،

الحبُّ؟

كُنْــهٌ لو سَمَحْتُمْ،

بل كلُّ شيءٍ في الحياةْ.

ميلادُ طفلٍ ……. موتُهُ،

دَوَرانُ جُرْمٍ …. عَزْمُهُ،

وتحلُّلُّ الأشياءِ حُبْ،

فأرونِيَ اللا حُبْ.

الضَــوْءُ والظُلُماتْ،

الضِحْكُ  والأحزانْ،

وتداخُلُ الموجاتِ حبْ،

فأَرونِيَ اللا حُبْ.

لوحاتُ بيكـــاسو،

دُعاباتُ  أنِشْتاين،

وقصائِدُ الشعراءِ حُبْ

فأَرونِيَ اللا حُبْ.

أجُنِنْتَ يا هذا؟

وَزادَ الصَحْبُ من لوْمي ازْدراءً وصُدودْ!

قالــــــــــــوا دعِ التفكيرَ، للفكر  قُيودْ

قالوا وكلْ واشْرَبْ فما  لَكَ والوجودْ؟

أَفَسِرَّهُ تبْغيــــــــــــهِ فاخْتَرِقِ الحُدودْ

لم يفقهوا قولي، رَمَوْني بالجُحـودْ

لا، لا تقُلْ  ما الْكونُ تكفرْ بالاِلٰــهْ

صَهْ أنتَ عبدٌ لَسْتَ إلّا  في  ذُراهْ

فَأَجَبْتُهُم أنا لستُ أجْحَدُ  بالاِلٰــــهْ

بل أبتغي سِرًّا لهذا الــــكونِ  تاهْ

وَنَظَلُّ أسْرى الْوَهْمِ أسْرى اللا  حقيقةْ،

ونروحُ نضحَكُ إنْ سُدىً مَرَّتْ   دقيقةْ،

أشياءُنا وَهْمٌ وَمَسْخٌ للحقيقــةْ،

يا نحنُ يا عُشّاقَ سيقانٍ  رشيقـةْ!

ألِذا خُلِقْنا واتَّسَمْنا بالحيـاةْ؟

ألِأَجْلِ هذا الوهمِ قد صِرْنا  دُعاةْ؟

بئستْ دعـاوانا أحالتْنا شَتاتْ،

ونَروحُ نُعلنُ أَنَّنا حقًّـا هُداةْ!

يا لَلْتَعاسةِ يـــــومَ أَنْ قُمْنا حَيارى،

لم نَدْرِ ما يُذكي بهذا الكونِ نــارا،

بلْ واعْتَمَدْنا مَنْطِقَ الجهلِ حِوارا

فمتى نُحيلُ الليْلَ في العقلِ نهـارا

فمتى متى؟؟؟

* الزمكان: الزمان – 

مكان نسبية انشتاين

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com