شعر
قليلا ًمن عصير العمر
عبدالحفيظ بن جلولي
شاعر من الجزائر
إرفع القبّعة عن رأسك
واضحك لقرص الشّمسِ
يد السّخونة
تطرق باب الموسم..
موسمٌ للقبّعات
أم موسمٌ للبحر؟
على شاطئ الذّاكرة
يسبح فتى في “الستّين”
يشرب قليلا من عصير العمر
ويتّكئ على جدار الرّمل..
إرفع القبّعة وانظر في النّافذة،
قبالة عينيك المشرعتين على الموسم القديم
سروالك القصير ما زاله
ينضح عرقا
يقطر ملحا
وفي جيبه تخفّت ذرّات رملٍ
بللورات محتملة لزجاج نافذة تطل
على المستقبل الذي كنته
على الموسم الذي،
لم تعثر له على تسمية
غنّى صديقي القديم:
Nostalgie
“حنين”
على أريكة الوقت
ألقى جسده
حرّر رجليه من نعلهما
صبّ قليلا من العصير
زجاجة صقيلة بين يديه
تسطع عليها جحافل الضّوء،
شمسنا التي كانت هنا
مساءً
سوف تشرق في سمرنا المعتاد
ونخلة تتمرّد
تستنصر بـ “الوادي” على “موج” مزبدٍ
البارحةَ
رست حافلة الذّكريات
مساءً
استويْت على مقعدي
عدّلت من قبّعتي
هناك كان القمر قابعا
في خلوة أرقبها..
غمغم محرّك الذّاكرة
تحرّكت عجلات جسدي
في تثاقل أقلعت الحافلة
نسيت العناوين
ونسيت وجهتي
رفعت القبّعة
ونسيت أيضا اسم الموسم
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب -لندن
ما شاء الله المزيد من التألق أستاذنا الفاضل …..