شجرنا الباكي
وفاء دلا
شاعرة من سورية
كيف سأمحي الحزنَ الغامض في الضلوع
و الآه حفرت في لغتي وحروفي السوداءْ
أبجدية ألوانها من دماء أبنائي
و أبناء جيراني وأصحابي وخلاني
من دماء الياسمين والنارنج …
من الريحان الدمشقي المتفجّر بشذاه
ومن الغوطة وشجرنا الباكي ..
هنا، أو هناك ، يسألني شجرنا الباكي عن ودِّ الزهور
وعن عطر الياسمين والنرجس والبنفسج والأقحوان
فيما استحال الوداع بين المخطوفين إلى الموت
وبين القلوب التي أخرجتهم لتلك الحياة اللصة
قاسيون كان شاهداً على يقين الكارثة …
وبردى يشكُ بالماء الذي تسرب من تحتهِ
وتسلل ليلاً من ثقوب النعوش الحافلة بالشهادة
والديماس واحة موت في قبرِ ذاكرتي
دِمِشْقُ توقدين دائما نوافذ حلمك الأخضر
دِمشقُ ستبقين أنتِ الحياة رغم الموت الكثير
وهبة الموت حتى انتحار الوقت …
لا تعتذري لأحد أيّتُها الشامخة بدموع الشرفات .
سينحني لزهدكِ كل مَن خانك وغدر بأسوارك
وستهشمين المرايا بانتصار الهزيمة
يا أميرة عرش الملائكة وتاجك شجرنا الباكي .
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة