ابو خميني
عمار كشيش
كاتب من العراق
يسمع مثل هكذا كلمات بين فترة واخرى : اه لو وصل الخبر له سيعاقبكم
ربما يفصلكم من الوظيفة او يسلخ جلودكم
قال في نفسه |: اذاً هو قصاب
ــ هو اداري وصاحب قلم
ـــ قلم ام فأس
(أيتها الالة ياصاحبة المنازل الذهبية كوني عونا لتماثيل بغداد ولوحتها الموضوعة في قائمة التكسير )
قال احد الموظفين القدماء : هو استاذ ومسؤول من الذين يعوّل عليهم .
مازال هو جديدا في العمل في استعلامات مديرية الضبط ربما هو الوحيد الجديد اغلبيتهم قدماء ومقربون من مديرهم المباشر .يشعر بالقرف حين يراهم يلتفون حوله، ويكاد يسيل التملق من وجوههم مثل صمغ، يشعر بالضعف ويتعرض للضغط في العمل!!!!
رأى احدهم ينظف غرفة المدير ويجمع الستائر وربما وضع الملابس الداخلية في الكيس ليغسلها في بيتهم ويأتي بها في اليوم التالي معطرةً الى المدير الشاب والمغرور.سينال رضا من ذلك الشخص ابو الوجه المدبب. شعر بالقرف ازداد القرف . ثم ازداد القرف .
الاوضاع السياسية يابسة ولم ينال وظيفة مدنية محترمة رغم انه احد خريجي كلية الاداب فاضطر ان ينخرط في هذا السلك الممقوت والمقرف .هنالك من يتحمل العمل لكنه يشتهي العزلة وممارسة هوايته الكتابية بين حين واخر .
ــ متى تأتي العزلة بعظمتها !
ـــ ………………..
يرى زملائه وهم يتحولون الى ذئاب او خراف مخادعة او ضباع لزجة يخطئون ن وينجون من العقوبة ويشعر بالرعب ربما تصير اخطائهم حجارة كبيرة تفلقه فلقا .
يشعر بالجوع ،يشعر بجوع اكبر للعزلة والمشي في الشارع الخلفي حيث الشجرة المتوهجة. يجلس في ظلها
جميلة هذه الشجرة
مسكينة هذه الشجرة
من يستطيع حمايتها من الذين يحاولون قلعها وتحويلها الى فحم أركيلة .
ستصرخ وتصلي ولا احد يستجيب ستكون الصلاة مجرد عواء اخرس.
في نهاية العمل عاد للبيت متعبا حذروه بشدة:
ــ ممنوع الموبايل صامت وممنوع ان تكون النغمة اغنية
قالوا اذا تصلنا بكم وطلبنا حضورك لابد ان تاتي في الحال والا سيرسلونك مقيداً الى ابو خميني ……
تخيل وجه ابو خميني ………….وهو يشرب الماء الذي قدمته له زوجته (الماء تكسّر في بلعومه ) ابو خميني ابو خميني
ربما له وجه بومة لكن البومة مسكينة وجه الغراب لا
له وجه مدبب ربما
نام متعبا وشخر وتصبب عرقا المروحة تدور على فروته المهملة . الضفيرة التي رسمها قبل ايام بالحبر الصيني تتحول الى حبل بلون الوبر الخشن .
اين الضفيرة التي رسمتها ؟ماهذا الذي يتدلى !
راى الرجل بوحهه المدبب يقترب من الشجرة ويكسرها
ــ هذه الشجرة يختبأ خلفها الغلمان
انا ابو خميني انا ابو خميني اذا لم تنظف ميز المدير سأنال منك واسلخك
ــ لماذا اخترت هذا الاسم خميني لماذا تتصرف هكذا ؟
ما معنى كلمة خميني ؟
قال احد الزملاء ابو خميني انجز الكثير من الحسنات لولا علاقاته بالسيد ابوسرى لما تمت الموافقة على الدراسة عن طريق الوقف المقدس
ــ الدراسة سهلة جدا عن طريقه
الانكليزي سهل العربي سهل ايضاً لم احضر الدروس في الكلية بحجة دوامي في مديرية الضبط ولم اداوم في مديرية الضبط بحجة دوامي في الكلية !!!!
بفضل الحجي اجتزت مراحل الكليه دون ان اقرأ حرفا واحدا !!!!
اذّن المؤذن هيا صلوا صلو ا
قال: الغناء حرام
ــ هههههه الغناء حرام ام النتانة التي تخرج من قبك .التملق النجاح بدون تعب ايصال معلومات طازجة الى ابو خميني تشبه التقارير القديمة.
فتح حقيبته دون اذنه فوجد رواية عالم صدام حسين
ــ هههههه الاخ بعثي
ـ لا انا اطالع روايات وكتب اخرى وهذه رواية ادبية
ــ لوكان ابو خميني هنا لحرق هذه الكتاب على راسك
ــ اكيد ستصل اليه المعلومات ساخنة
ــماهذا الكتاب الاخر راس اللغة جسم الص الصحراء ادو ماهذا الهراء
ــ حدثني عن ابو خميني هل يسافر الى طهران
ــ ماهذا الكتاب … موعد في مقهى؟
والله يلعنك ابو خميني ويفتك بك ويحرق كل كتبك
ابو خميني ابو خميني ابو خميني ابو خميني الاسم يتردد في المخ الذي يسيل على الجبين والبلعوم .والسموم تفتح ابواب الجحيم في طريق العودة الى المنزل . قبل ايام ابو خميني حرق الشجرة وجعل من موضعها مكبّا للنفايات. الان سيحرق الكتب كلها ويحفر تحتها سردابا سريا للقحاب اعتقد ذلك اعتقد او انا متأكد .
هنالك مدية تقطّع في اعصابي من يمسكها من يمسكها .
اثناء التواجد المنزلي الدافئ كان تحت قلبه زيت جاموس ساخن .
ابو خميني هذه الكلمة كتبها الجني على الحائط امام عينيه المليئتين بالرعب .
قالت الاخت اليوم حصلت علىي كتاب لعلي بدر موعد في مقهى علي شاب شعبي هرب من جحيم العراقي وراح يحول بغداد الى نصوص قبل ان يمحيها ابو ……(اقصد ربما يمحيها)
ـــ تقصدين ابو خميني
ـــ ربما
ـــربما ابوسرى
احد المقالات الشفافة في كتاب صحيفة الغرباء لعلي عنوانها (هايدغر في ايران هامبرماز في طهران ) يقول علي بدر وللحق اقول ان الحكوميين في اير ان يمتازون بالبساطة الشديدة والتواضع يندر ان تجد شبيه في اي مكان من العالم ، فمن الممكن ان يكون محدثك المهذب وزيرا او سيناتورا ……………………
ــ علي بدر رجل قوي ويستطيع ان ياتي الى الحجيم ثانية ويكتب رواية دون ان تحترق الاوراق الصقيلة.
ـ ابو خميني يسافر الى ايران ذراعه الايمن يتحول من سوط الى ذيل كلب ذراعه الايسر ذيل كلب ايضا ،يتذلل امام جمع من الايرانيين بينما هم يحافظون على ابتساماتهم الهادئة المشعة بمحبة الوطن الفارسي العميقة .
ــ دعنا من كل شي ولنستمتع بسرديات علي بدر .
عذراً التعليقات مغلقة