مدريد – قريش
انتشت اسبانيا بفوزها برئاسة الصندوق الدولي للتنمية الزراعية -ايفاد- بعد المدد الأمريكي الذي جاءها بصيغة أوامر واملاءات، بحسب مراقبين، جعل ممثلي دول العالم تنساق وراء التصويت لصالح الممثل الأوروبي وتجاهل المرشحين الاخرين من افريقيا واسيا والعرب. فيما قال المراقبون انّ المسحة السياسية المرتبطة بحرب أوكرانيا وتبنيها الغربي ضد الغزو الروسي كانت مهيمنة على مجريات انتخابات دولية لم تعد بنظر مراقبين متخصصين سوى تبليغات وأوامر وتبعية ليس اكثر.
ربما لم تتناقل بمستوى واسع وسائل الاعلام العالمية اخبار هذه الانتخابات الأخيرة في المنظمة التي تتخذ من روما مقراً رئيسيا لها، برغم من انها احدى الوكالات الأممية المهمة التابعة للأمم المتحدة بمحاذاة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة-فاو- وبرنامج الغذاء العالمي- بليو اف بي –
كانت المجموعة العربية قد حشدت تأييدها لمرشح عربي يقف بين دول كبيرة، ذلك المرشح هو دولة الكويت التي كان بإمكانها ان تنتشل الصندوق الدولي من ضائقته المالية بحسب مراقبين، أشادوا بحضور الكويت الدولي الفاعل منذ التبرع السخي الذي أسداه أميرها الراحل الى الأمم المتحدة قبل أكثر من ست سنوات.
وقال مراسلنا ان المراقبين أدركوا منذ الجولة الأولى للاقتراع ان المعسكر الغربي- الأوربي – والولايات المتحدة وكندا وبريطانيا على نحو خاص قد قرروا ان يكون هذا الصندوق في عهدة أوروبا لكي يكون أكثر استعدادا لمواكبة التيار الجيو سياسي الذي يهدد أوروبا جراء تطورات متسارعة في الصراع الروسي الاوكراني. ورأى خبراء انّ التوجه كان واضحا لجعل الصندوق الدولي في خدمة المزارعين الأوكرانيين بوصفهم متضررين جراء الحرب الدائرة برغم من انّ المنظمة معنية في الأساس بالبلدان الأقل نمواً والتي يعاني سكان الريف فيها من أشد الظروف قساوة من حيث نقص الموارد والفقر والمرض والجوع وسوء التغذية، على خلاف ما هو الحال في بلد مثل أوكرانيا ينعم بمختلف الموارد الطبيعية.
الخبير الزراعي غارسيا مود خافيرا، قال في مدونته انه ليس مستغربا وليست مفاجأة ان نلاحظ كيف انّ المرشح الاسباني يحظى بدعم الكثير من الدول دفعة واحدة لاسيما من خارج المعسكر الغربي، بسبب من التأثير الأمريكي على الدول الحليفة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي الامر الذي جعل كفة المرشح الأوروبي راجحة بسهولة، وهو مجرد موظف بسيط لا يتوافر على سجل كبير من الإنجازات والعمل الدولي.
الجدير بالذكر ان مهمة الصندوق الدولي للتنمية الزراعية هي تمويل مشاريع التنمية الزراعية لسكان الأرياف في البلدان الأشد فقراً وعوزاً في افريقيا خاصة وليس سكان الأرياف في أوكرانيا ” الأوروبية”
وعلّق مندوبو دول عربية فشلت مساعيهم في دعم المرشح الكويتي في أحاديث جانبية سجّلها مراسنا من دون الإشارة الى الأسماء الصريحة، بالقول، لقد انكشفت اللعبة الامريكية أمام الجميع وهنيئاً لأوروبا التي ستتحكم في قرارات الصندوق بتوجيه امريكي لا محالة، لدعم وإنقاذ سكان أرياف اوكرانيا على حساب ملايين المساكين في المناطق الريفية في افريقيا.
وكان المرشحون للتنافس يمثلون كينيا عن الاتحاد الافريقي والهند عن آسيا والكويت عن المجموعة العربية.
عذراً التعليقات مغلقة