برلمان لو خان جغان؟!

1 أغسطس 2022
برلمان لو خان جغان؟!

بقلم: د. نزار محمود

يبدو ان البرلمان العراقي، وفي اطار وحيثيات تشكيلاته، ليس أكثر مما كنا نسميه خان جغان، بكل ما يعنيه ذلك من فوضى وتسيب.
فالجميع يعرف كيف تجري الانتخابات “الديمقراطية” المعبرة عن “الارادة الحرة” للناخبين في العراق منذ العام ٢٠٠٥. كما نعرف كيف يصار الى اختيار المرشحين للانتخابات، وماذا يقوم المرشح به من عمل، وكيف يتخذ الناخب قرار انتخابه، وقبل هذا وذاك: من يقرر من خارج العراق سير العملية الانتخابية.
سأتناول موضوعة البرلمان العراقي كخان جغان من زاويتين:
الأولى: من ناحية آلية انتخاب عضويته
الثانية: الدخول اليه والتصرف فيه والعبث بكل ما يحمله من رمزية و”هيبة”!.
منذ العام ٢٠٠٥، وفي اطار ممارستنا للديمقراطية البرلمانية، حرصنا، نحن أصحاب قرار السلطة، ان تكون تلك الممارسة هي الاخرى كمثلها من ممارساتنا في جوانب الحياة السياسية والاقتصادية التي يشوبها الفساد والتزوير والخداع والسلب والنهب. وهكذا اخترعنا مبادىء  “عملية وداعمة” لتلك الديمقراطية من محاصصة وتوافقية وتشاركية، وهي جميعها ليست أكثر ولا أقل من لعبة تقاسم الكعكة والسكوت على السرقات ونهب ثروات الشعب.
ومنذ ذلك الحين وفي ظل مسرحيات الانتخابات الهزلية ومع ما تكلفه تلك من أموال طائلة وما تمارسه من تضليل وزرع أحلام وهمية في عقول ونفوس ابناء الشعب العراقي، لم يعد للعراقي من ثقة وأمل بانتخابات وحكومات الاحزاب السياسية الطائفية عموماً. وهكذا فان مثل تلك الانتخابات في أسيها وأساليبها التي تتيح الدخول ال البرلمان قد حولته إلى خان جغان، ليس إلا.

أما ما يخص الجانب الآخر الخاص باقتحام المتظاهرين لبناية البرلمان، ممثل الشعب، وتحت حماية القوات الأمنية والعبارات الودية للمسؤولين الحكوميين، دون القدرة على منعها أو ضبطها، إنما يدلل من هذه الزاوية كذلك بأن بناية البرلمان العراقي ليس أكثر من خان جغان، لمن يريد دخوله وفي أي وقت شاء.

برلين، ٣٠/٧/٢٠٢٢

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com