قبس من تاريخ العراق الحديث
ما يسلب بالعنف لا يحتفظ به الا بالعنف
المهتاما غاندي
د توفيق التونجي
الشرق كوحدة جغرافية كان دوما ساحة صراع عبر التاريخ. التاريخ نسبي ،ماضيه وحاضره، يكتب اليوم ليقرأ غدا. العصر الحديث اتى بالشبكة العنكبوتية واصبحت المعلومة متوفرة للجميع والاحداث تجري ونحن نشاهدها مباشرة. نبقى نشك في صحة الخبر ان كان مرئيا او مكتوبا. تزوير الحقيقة في عالمنا اليوم بسيط جدا. لا شك ونحن نبحث عن اي خبر او معلومة على هذه الشبكة نكون دوما هدفا للمزورين ويصعب معرفة ان كانت تلك المعلومة مفبكرة او صحيحة.
لا توجد اي منطقة جغرافية على الارض دار ت فيها الحروب والنزاعات كما حصل على ثرى دول الشرق. هنا تاسست الامبراطوريات وكانت دارا للحضارات القديمة من الصين في اقصى شرقها الى الاناضول. الشرق تركيب غريب من الاقوام غير المتجانسة عرقيا وثقافيا ولكن التاريخ يخبرنا كذلك بان البعض من هذه
الشعوب سادت وحكمت يوما ثم انهزمت الى اطراف التاريخ ولا يذكرها اليوم احد كما هي المغول. كما ان بعض الشعوب الغازية اصبحت حاكمة اليوم في ارض احتلتها عبر الحروب والغزوات. في مادتي هذه احاول ان اعرض مختصرا لبعض الحوادث التاريخية المعروفة التي جرت رحاها على ثرى الشرق ودور الغرب والذي كان مفصليا و تاريخيا في تغير تكوينها العرقي وحدود جغرافيتها السياسية الحالية.
شعار الدولة العلية العثمانية
الاساليب التي استخدمت في الحوادث التاريخية واهدافها واسبابها لسنا بصددها الا ما كان ذا اهمية للتوضيح.
احاول الابتعاد عن الامور الخلافية وغير المتفق عليها ضمن السرد، لان التاريخ يكتبه الاشخاص وعلى اهوائهم و رغبات حكامهم احيانا اخرى. ومن ينعت بالبطل القومي او الوطني لأمة ما قد يكون سفاحا طاغية عند شعب اخر .كذلك مَن يوصف بالعميل، الخائن او جاسوس او متعاون، متعاطف مع العدو وصفات اخرى يطلق على المتعاونين مع الاجنبي. تلك صفات تعتبر جريمة كخيانة الوطن ويعدم الشخص بتلك التهمة .
لكي لا نعود بالزمن بعيدا ، نحدد عشية الحرب العالمية الاولى كانطلاقة لسرد بعض الحوادث. تلكم الحوادث التاريخة تعطي المرء الاجابة حول اسئلة غامضة في الوقت الحاضر. لان جذور معظم تلك الحوادث في واقع الامر نجدها في الماضي. لا يمكن اجراء اي تحليل لحوادث الحاضر دون الرجوع الى الماضي. وكما قال احد الحكماء كلما نظرنا الى الماضي السحيق، نرى المستقبل بوضوح اكثر. هذا لا يعني ابدا الحكم على الحوادث بل القاء الضوء على حوادث الماضي كي ينير الدرب الى المستقبل. وكذلك نفهم سبب وخلفيات ما يدور من حوادث في شرقنا الحزين.
لا يوجد لدينا اي احكام اولية حول صحة ما حدث او ما قيل.
ضابط الاستخبارات البريطاني لورانس الذي غير تاريخ الشرق الاوسط
عشية الحرب كانت الخريطة الجغرافية السياسية والطبيعية للشرق مختلفة تماما عن ما هو عليه اليوم وجل حدود الوطنية لدولها حدد بعد نهاية الحرب باتفاقيات لم تكن شعوب المنطقة جزءا مؤثرا في رسمها.بل المنتصرين في الحرب العالمية الاولى هم وفقط هم اللذين رسموا الحدود الحالية لمعظم دول الشرق. المنتصرون من البريطانين ، الايطالين، الفرنسيين و الروس كان لهم دور مفصلي في رسم الحدود. نرى ذلك جليا في الخطوط المستقيمة في حدود تلك الدول (انظر الى الحدود الوطنية لدول امثال الاردن ، سوريا، العراق، الكويت، المملكة السعودية و دول الخليج، ليبيا ، الجزائر ، تونس، مصر السودان المغرب موريتانيا….). كما نرى بان دولا لم تكن لها وجود قبل الحرب رسم لها حدود جديدة كما في المملكة الاردنية الهاشمية.
القبائل العربية في الجزيرة اتحدت مع بريطانيا الذي ارسل الضابط لورنس للتاجيج القبائل ضد الدولة العلية العثمانية ( دولة الخلافة) المسلمة. كانت القاهرة مركز مهما لاجراء جميع التغيرات في المنطقة حيث كون البريطانين مركز حرب فيها. حيث كانت قوات سلاح الهجانة المصرية اليد الضاربة التي استخدمتها البريطانيين في معظم جبهات القتال. واصبغ عليهم النوط وقلدهم الميداليات في حين اسبغوا العهود للعرب بتاسيس دولة قومية عربية لهم ( انظر الى
ﺮﺳﺎﺋﻞ اﳌﺘﺒﺎدﻟﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﺣﺴﻴﻦ وﺳﻴﺮ ﻫﻨﺮي ﻣﻜﻤﺎﻫﻮن ). تلك الرسائل التي نصت على الوعود البريطانية.
“وانا نصرح هنا مرة اخرى ان جلالة ملك بريطانيا العظمى يرحب باسترداد الخلافة الى يد عربي صميم من فروع تلك الدوحة النبوية المباركة “
لهذا سميت بالثورة العربية الكبرى ورفع علم العروبة الذي نرى الونه في معظم اعلام الدول العربية المستقلة اليوم ومن المعتقد انه ترجمة لبيت شعر للشاعر صفي الدين حلي (لسنا بصدد المناسبة التي نضم الشاعر تلك الابيات)؛
“إنّا لَقَوْمٌ أبَتْ أخلاقُنا شَرفاً
أن نبتَدى بالأذى من ليسَ يوذينا
بِيضٌ صَنائِعُنا، سودٌ وقائِعُنا
خِضرٌ مَرابعُنا، حُمرٌ مَواضِينا
لا يَظهَرُ العَجزُ منّا دونَ نَيلِ مُنى”
لانهاء فكرة الحكم العثماني زرع بريطانيا وفرنسا فكرة الارث الق مي بين جميع الشعوب الخاضعة تحت الحكم العثماني. ونجحوا في سعيهم بعد استمالة الشريف حسين ، المنسوب الى العائلة الهاشمية الشريفة ويرجع نسبه الى ال البيت صلوات الله عليهم وسلام، وهم احق كعرب بخلافة المسلمين واعوانهم وذلك بانشاء جيش عربي باسلحة بريطانية لمحاربة الجيش العثماني. لا بد الاشارة الى انجازات هذه العائلة في العهد الملكي في العراق في ارساء بنيان كيان الدولة ومؤسساتها والان في المملكة الاردنية الهاشمية وتحديث المجتمع لمجارات التقدم والتطور العالمي.
في عام 1918 هزم التحالف الدولة العثمانية وحلفائها في الحرب وانتهى بذلك سطوة الدولة العثمانية على جميع اراضيها ومن ضمنها اراضي تركيا الحالية الحديثة. اسسست على ضوء نتائج الحرب عصبة الامم كمنظمة دولية التي اقرت حق الدول المنتصرة بريطانيا
و فرنسا بانتداب على جميع تركة الدولة العثمانية .
حيث كانت الدولة العثمانية عشية الحرب العالمية الاولى الدولة الوحيدة عسكريا القادرة على الوقوف امام بريطانيا وحليفاتها فرنسا وايطاليا و اليونان.
اندلعت الحرب العالمية الاولى وكما هو معروف عام 1914 ودامت 4 سنوات. كما ذكرت كانت من نتائجها تغيرات كبيرة في الخريطة السياسية في الشرق وفي اوربا كذلك. كما كان من نتائج الحرب انهيار امبراطوريات ألمانيا والنمسا والمجر ، والعثمانية وفي روسيا قامت الثورة البلشفية.
كذلك استطعات بريطانيا و استغلت افكار القومين من العرب وافكارهم في توحيد العرب وتلك كما اثبت التاريخ انها فكرة نظرية عاطفية شاعرية غير واقعية من حيث التطبيق تبالغ في الحديث العاطفي والاجتماعات والخطابات والكتابات دون اي امكانية للتنفيذ عملي علي أرض الواقع وفشلت جميع التجارب الوحدة العربية وكما هو معروف.
المعروف كذلك بان العديد من جنود الجيش البريطاني من مسلمي الهنود رفضوا الانصياع الى الاوامر وقتل المسلمين وفقدوا ارواحهم جميعا جزاء ذلك. الا ان الفكر القومي في تحويل الخلافة من الاتراك الى العرب كان
الاقوى. وجرت مجازر كبيرة للجيش العثماني في معظم اراضي الجزيرة العربية وقتل الالاف وبقر بطونهم باسم الامة العربية. الجدير بالذكر كذلك كان معظم القادة ممن خدموا في الجيش العثماني واقسموا بالولاء للخليفة. تاريخيا كان الجيش العثماني يتالف من ابناء جميع الشعوب الخاضعة للخلافة و لم يكن يوما من الايام جيشا قوميا تركيا بل كان الجيش يتكون من ابناء جميع الشعوب المسلمة المنطوية تحت راية الدولة العلية العثمانية. وربما كان الاكثرية عربية كذلك فهم اكبر القوميات المنطوية تحت راية الدولة العثمانية. الغريب ان هناك تناقض تاريخي في هذا الإتحاد مع الغرب البريطاني لا يمكن حل لغزه بسهولة خاصة ما يخص وعد بلفور. هذا الاتحاد مستمر لحد يومنا هذا بين الفكر القومي العروبي والفكر الامبريالي البريطاني وباشكال مختلفة نجدها في العلاقات العربية البريطانية في معظم الانظمة وباشكال مختلفة. ها هنا يجب التذكير بان العلاقات المتوازنة بين شعوب ودول العالم يعتبر صمام الامان للسلام العالمي. رغم ان الفكر الاشتراكي الاوربي ومن ثم الشيوعي الماركسي والشيوعي الروسي بعد استلام البلاشفة للحكم حاول جاهدا منافسة ذلك الفكر ولكنها فشل تماما في استمالة
الشعوب العربية والسبب الرئيسي يمكن ايجازه في كلمة واحدة هي الاسلام. وقد استغل دعاة الفكر القومي العربي ومعظمهم من مسيحيي الشرق من اعداء الدولة العثمانية وبتاثير الفكر الفاشي الايطالي حيث يعتبر الاحزاب القومية العربية نسخة رديئة من الفاشية الايطالية فكرا وتطبيقا عمليا حتى الميليشيات ذو الرداء الاسود و وحدات الكفاح الفاشية الايطالية كانت النموذج الذي احتذي بها وسميت تلك العصابات في العراق ب الحرس القومي وهي تشكيلات مدنية على شكل عصابات قتل وتعذيب وتخويف للمعارضين. قام الفاشست الايطالين باستماله الكنيسة في شخص البابا وانشاء دويلة الفاتكان بينما قام قوميي العرب باستغلال الانتماء الديني الاسلامي للشعوب العربية في بناء قواعد في المنطقة لمحاربة الدولة العثمانية بفكر قومي عربي اولا ومن ثم النضال ضد انتشار الفكر الشيوعي وذلك باظافة الاحقة الاشتراكي الى اسماء احزابهم كما كان مع الفاشية الايطالية. الحركة القومية اينما كانت ( عربية ، يونانية، تركية، واوربية) والمنتمين اليها يستمدون اساليبهم و منطلقاتهم الفكرية وينتمون بصورة واخرى الى الفكر الفاشي الايطالي . العرب منهم ذو ثقافة فرنسية ( انظر الى توجهات ميشل عفلق ،
شبلي العيسمي، زكي ارسوسي، شبلي شميل و انطوان سعادة و طارق عزيز ) وترجمة تلك الافكار في شعار الامة العربية الواحدة ذو الرسالة السماوية الخالدة. هناك اخرون من ارومة عربية امثال اكرم الحوراني ، وهيب الغانم ، سعدون حمادي ، صلاح بيطار ، زكي ارسوسي و منيف الرزاز .
ميشيل عفلق استمد فكرة الوحدة العربية مباشرة من الفيلسوف البريطاني ارنولد توينبي بينما في اعتقادي الفكر الحزبي والتنظيمي من ايطاليا الفاشية، وهو اي عفلق مر بنفس التكور الفكري ونفس سيرة الحياة الفكرية التي مر بها موسوليني اي من الشيوعية الى الاشتراكية ومن ثم القومية الفاشية . عفلق استغل الاسلام وتاريخه و رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ( اقرأ كتاب ذكرى الرسول العربي) في تسويق افكار بعث الامة العربية من جديد. يجب ان لا ننسى ان تلك الافكار كانت بتأثير مباشر بافكار الفاشية الايطالية كما اسلفت. هؤلاء تمكنوا المصاهرة مع الحركة العربية وحركات التحديث في سوريا و لبنان. رغم ان القومين العرب لاحقا وخلال الحرب العالمية الثانية اكتشفوا ان افكارهم اقرب الى النازية ( انظر الى اتجاهات الضباط العراقيين وموقف عزالدين الحسيني في فلسطين من
الدولة النازية) وحتى العقداء الاربعة صلاح الدين الصباغ، كامل شبيب، سعيد محمود سلمان و فهمي سعيد فقد اعدموا في العراق اما رئيس الوزراء رشيد عالي الكيلاني القومي العروبي كان من مؤيدي النازية هرب وعاد الى العراق عام 1958 . كما كان حال الفيلق العربي الذي تاسس في سوريا من القوميين العرب وتحت الوصاية الحكومة الفرنسية تحت حكم النازيين. فتحول العديد من الضباط القومين الى متعاطفين مع افكار النازيين وربما نظرا لموقفهم من اليهود. حتى جاء وعد بلفور من قبل البريطانيين فخسروا كل شيئ.
وكما هو معروف حين قدم عام 1896 رئيس الوكالة اليهودية (ثيودور هرتزل ) إلى إستانة لمقابلة السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لإقناعه بالسماح لليهود الهجرة إلى فلسطين مقابل ان يقوم بسداد ديون الدولة العثمانية رد عليه السلطان مقولته الشهيرة:
“لا أستطيع بيع حتى ولو شبر واحد من هذه الأرض، لأن هذه الأرض ليست ملكٌ لشخصي بل هي ملكٌ للدولة العثمانية، نحن ما أخذنا هذه الأراضي إلا بسكب الدماء والقوة ولن نسلمها لأحد إلا بسكب الدماء والقوة”،
كمت أصدر بعدها السلطان عبد الحميد الثاني فرمانا
“عثمانلي أراضي قانوني” منع على اثره بيع الأراضي العثمانية وخاصة الفلسطينية لليهود. خلال الحرب العالمية الأولى.
الا ان الفساد الذي طال جميع مرافق الدولة العثمانية وضعف الخلافة وسوء الادارة في الحكم العثماني للولايات التابعة لها وابعاد القوميات الغير تركية من مفاصل الدولة والجيش ودو حركات التجديد والتحديث والحركات القومية كانت من اسباب الانهيار. لكن الدور الغربي وخاصة الفرنسي و البريطاني والروسي وصراعهم مع المانيا التي اتحدت مع العثمانيين لصد الهجوم القادم من الشمال اي من روسيا
كان عاملا مهما. علينا العودة الى الاجواء التي كانت سائدة في الاستانة حيث الحركات الداعية الى الاتجاه الى اسلوب حياة غربية وبتجديد القوانين الشرعية اي فصل الدين عن الدولة والاهم من ذلك نمو الحركة القومية بين جميع قوميات الخاضعة الى الدولة العثمانية بتشجيع من القوى الغربية حيث نرى تاسيس جمعيات باسماء مختلفة ك جمعية العهد و جمعية الاتحاد والترقي التي تحولت الى حزب واتحدت مع جمعية تركيا الفتاة التي بدات كحركة اصلاحية تدعو الى الدستورية وانهاء الخلافة ولكن بطابع قومي تركي. ادى كل ذلك الى ضعف الدولة والعوة الى انهاء الخلافة.
ولاحقا تم على يد الجنرال مصطفى كمال الغاء الجمعية والسيطرة على الأمور ثم قام بإعلان الجمهورية وتنفيذ جميع شروط الإنجليز فقبلت إنجلترا بالاعتراف بتركيا في الثالث من اذار مارس من عام 1924. كما ألغى مصطفى الخلافة العثمانية، وقام بتحديث الدولة و مؤسساتها و قوانينها على الطريقة الغربية. كما قام بالاغاء العمامة وتغير مظهر الشعب واستبدال الحروف الابجدية بتلك الاتينية وامور كثيرة اخرى. وبعد أربعة أشهر تم طرد ونفي الخليفة عبدالمجيد الثانى وأسرته الى فرنسا حيث توفى في المنفى يوم 23 اب أغسطس 1944 في بيته في باريس ودفن في المدينة المنورة، بالمملكة العربية السعودية وبذلك انتهى عهد الخلافة العثمانية والذين حكموا لأربعة قرون بعد ان قدم العديد من رجال الجمعية من الغير مسلمين قرار الجمعية الوطنية للخليفة. عشية الحرب كانت هناك اتفاقيات ومعاهدات واحلاف كثيرة. من سيفر الى لوزان انتهاء ب سايكس – بيكو 1916.
هذا الاخير اتفاقية بين وزير خارجية بريطانيا و وزير خارجية فرنساو بموجبه تم تقسيم التركة العثمانية بينهم و هي المسؤلة الاساسية لشكل الجغرافية السياسية للدول وحدودها في الشرق الاوسط. تلك الحدود التي جاءت بالماسي لهؤلاء اللذين انقسموا الى مواطني دولتين. بقى ان نعرف ان تلك الماسي لا تزال اثارها بين مواطني تلك الدول اللذين يسكنون في القرى الحدودية ويذكرنا بما كانت عليه الحدود في مدينة برلين الالمانية والجدار العازل بين هؤلاء اللذين كانوا مواطني جمهورية المانيا الديمقراطية واخوانهم من مواطني جمهورية المانيا الفدرالية. كنت في زيارة لمدينة نصيبين على الحدود التركية السورية. راعني ان ارى ان الحدود الدولية الدولية كانت احيانا تمر بين بيوت المواطنين ونصف البيت يقع في تركيا والنصف الاخر في سوريا وهذا ما حصل مع الحدود التركية مع
العراق والعراقية الايرانية. ان رسم الحدود بشكل عشوائي ومن قبل المستعمر كان سببا مباشرا لماسي وخروب ونزاعات لم تخمد فتيلها لحد يومنا هذا.
من تلك الايام في الماضي الى الوقت الحاضر عاشت المنطقة مخاض تكوين دولة المؤسسات والقانون كما نها تحاول جاهدة ان تنعم بنعيم الديمقراطية وانظمة التعددية واحترام حقوق الانسان والراي الاخر. . هؤلاء اللذين تعاونوا مع الاستعمار في سبيل الوصول الى غاياتهم، تحولوا لاحقا لالد اعداء الاستعمار البريطاتي والامبريالية الدولية ونعتوا خصومهم من المتعاونين مع الغرب بالخونة. حين تعاونوا هم انفسهم كانوا وطنيين. اما حين جائوا الى سدة الحكم بمساعدة المستعمرين او المحتلين، انذاك تحول واصبح كل من يتعاون مع اي دولة اجنية يتهم بالخيانة والعمالة ويفقد حياته. رغم ان الغرب اتى بهم لسدة الحكم في البدا والاستثناء يؤكد القاعدة. لكن صوريا هم يعادون الغرب وهم في واقع الامر اعوانهم.
اما الحركة الفكرية في الشرق فكانت التغيرات فيها اكثر جذرية من اليمين الى اليسار ومن ثم الى اليمن والاسلامي والعلماني والمتطرف. هذا التارجح شمل فكر الاحزاب السياسية والافراد ايضا. اما الحوادث وما
يحصل في المنطقة من تقلبات باسرها فيوعز دوما الى فعل ايادي خارجية. كأن شعوبها لا حول لهم ولا قوة يتم توجيههم ومن بعد من قبل الدول الغربية الاستعمارية وايادي اسرائيلية و الامبريالية.
الصراع لنيل الحرية والاستقلال في دول الشمال الافريقي والمغرب العربي فهي خارج مبحث المادة هذه ويحتاج الى كتابة مفصلة. ما يمكن قوله انه اي الصراع كان بطابع ديني غير قومي الاستثناء نراه في مصر حيث حركة الضباط الاحرار و توجهات الاتحاد الاشتراكي العربي وهي حركة قومية عربية.
نرى جليا مثلا ذلك في ثورة عمر المختار في ليبيا ضد الاستعمار الايطالي وثورة عبد القادر الجزائري في الجزائر. الثائر الوحيد الذي رفع راية الوطنية والتحديث في كفاحه ضد المستعمر الفرنسي نراه في تونس واعني الحبيب بورقيبة. ولكل حادث حديث، قارئي الكريم.
تبقى دولة العراق التي اسست ابان الحرب العالمية الاولى واعلن الملكية في ٢٣ اب من سنه ١٩٢١ باعتلاء الملك الحجازي فيصل الاول عرش الدولة العراقية. تبقى هذه الدولة ومنذ تاسيسها دولة غير قومية ولم
تكن الاحقة (العربية) في اسم المملكة (مملكة العراق) كما هي في اسماء شقيقاتها في سوريا ومصر ودول اخرى. دولة متعدد القوميات والطوائف والعقائد قاسمها المشترك تراب الوطن العراقي.
د. توفيق آلتونجي
الأندلس
المقال قيم من الناحية التاريخية غير انه مليء بالاخطاء اللغوية الصرفية والنحوية والاملائية فالكاتب يبدو انه غير عربي فهو يؤنث المذكر ويذكر المؤنث ويدخل لام التعريف على الكلمات بشكل يدل على انه غير عارف بابسط قواعد اللغة العربية ومن ذلك ادخالها على غير وغير من الاسماء المبهمة لا تدخل عليها (ال ) وانما تدخل على الاسم الذي يلبها ومثال ذلك قوله والغير متفقة عليها يجب ان تكون ( وغير المتفق عليها ) وغير ذلك كثير مطلوب من الكاتب لن يكثف دراسته في اللغة العربية وان يتوسع فيها لان ضبط اللغة في جميع ما يتعلق بسلامتها يضفي نوع من الرصانة على المقال ويخلع عليه مسحة من الجمال لجذب القارئ ودمج تفاعلها مع المكتوب
شكرا جزيلا للأستاذ جبار عبد الزهرة على التعليق حول الأخطاء القواعدية في مادتي. الجدير بالذكر بان المادة ليست أدبية والعديد من الأدباء يحتاجون إلى مدقق املاءي في كتبهم الأدبية فما بال من ترك العراق منذ خمسون عاما ولم ينسى لغته. شكرا مرة أخرى ومحبتي لكم جميعا.