الهالة القمرية
رمضان زيدان
تــرنّـمت الـطبيعـة
تراتيل الوصال والامتثال
وذلك من خلال
ربوعها الوسيعة الخلّابة
تظلها السحابة بين جنبات الرحابة
يلاطفها النسيم العنبري
في الملكوت
والبدر موقوتٌ في سمائه
مكتمل التمام
من حوله تدور في وئام
مواكب الشهب
بينما الطيور على الأرض
تبحث بدأبٍ في الخبء
عن قوتها . أرزاقها
بين نفحات الربيع
والظلال والرواء
وزرقة السماء
والبحر والنهر والمشهد البديع
في يوم الصفاء البهيّ المطير
على وجنتيكِ أختَ القمر
تملّى الحبور بسُقيا المطر
فانصبَّ يعبقُ
من ثغركِ الفواح بالندى
على متن فحوى الأقحوان
تراءى مُريداً إليكِ اهتدى
وهذي لآلئ بين الجفون
وتلك العيون
قد أمطرتنا وسنى السهام
وَطَبَعَتْ بوقْدٍ وشم الضرام
لمّا توهج من نرجسٍ
أضاء ربوعكِ سَمْتٌ نَضِر
عزمتُ أغالب
دقات قلبي لكن حبي
أدّى طقوس الجوى وانتصر
لمّا رأيتُكِ تحت المطر
رأيتُكِ روحاً عُلْيا مجيدة
تُطِلِّينَ بين سطور القصيدة
تُدرين غوثاً غزيراً نميراً
إلى حيث غيدٍ
أصيلٍ أثيلٍ فاض المطر
رأيتُكِ رُقيا جلالٍ تثوب
تمسُ برفقٍ شغاف القلوب
كـلمس النسيم مُحيّا الزّهَرْ
تنهدتُ نبضاً لما أسرْتِ
عيوناً تلاقتْ غصوناً نضيرة
فيها ملامح منكِ وثيرة
فكنتِ البيان العذب الهنيء
وكنتِ وجه الحياة المُضيء
على قسمات طفلٍ بريء
وكنتِ ضُحىً لجبين النهار
فيمّمتُ وجهي وكان المسار
عروجاً أعالي بلمح البصر
ألِق الوميض بفجرٍ جديدٍ
يناجي رُباكِ نغماً شداكِ
بلحنٍ شجيٍ على كل غصنٍ
توالى نَداكِ
فصارت عيونكِ همس نِداكِ
سُكنى قواكِ وبيت الدرر
مَداكِ ترامى
إلى حيث يعدو إليه مُناكِ
إلى حيث أذّن للصبح
نورٌ جليٌّ نديّ
والقلب يخفقُ نبضاً وفيّ
إليكِ وثوباً سميّاً عَبَرْ
ها أنتِ سرتِ لرحبٍ سموتِ
لساح الثريا
ومن فوق صرح المعالي طَلَعْتِ
وفي الكون صِرتِ
شمس السناء وقمراً بهيا
أوراق وجْدٍ قد توّجتكِ
نبع الرِواء
على كل سطرٍ نورٌ تبدّى
كَبرق السماء
وفي روض أزهار وجْن الربيع
ملاكاً وديعاً
أقَمْتِ على رأس هام القلائد
وتلك القصائد
قد أنشدتكِ وترنمتكِ
معنىً عَليّا . بهياً تسامى
إيثاراً جهاراً بكل الشواهد
فوق المعالي
وفوق سنام الجبال الروابي
غيثٌ تنزّل
من عمق مقلٍ لبرق السحابِ
توالي بودقٍ بدا وانهمر
في يوم النزوع البديع النضير
رأيتكِ روحاً عُليا تطير
فوق البوادي والطير حادي
نجوماً أعالي تزفُّ القمر
على وجنتيكِ رخَّ المطر
فلم تعبئي ولم تأهبي
ولم تهربي ولن تغربي
ويمضي مضاكِ
شعاعاً تبارى حيث صِباكِ
وفوق خُطاكِ عبير الأثر
أبصرتُ بين العيون
حبوراً قد صار نوراً
لنبض القلوب وطرح الشجر
تبارك سبحان
من صوركِ فردوس أعلى
بروضِ الجمالِ
فصرتِ جمالاً لكل الصور
…..
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
zidaneramadan@gmail.com
عذراً التعليقات مغلقة