أمي.. لو تعلمين
البشير القريمدي
شاعر من المغرب
عيناك أرض لا تخون…
عيناك بحر النور يحملني
إلى زمن صفيِّ القلب مجنون الخيال..
عيناك إِبحار وعودة غائب وتوبة عابد ..
لو خانت الدنيا فعيناك أرض أبدا أبدا لا تخون !
عيناك بيتي وموطني وإيماني وشكي ونهر من جنون ..
يا امرأة ليس كمثلك امرأة في هذا الكون
ولن تكون ..
بعينيك شطآن وجنات ومن شهدائك قلبي..
ولست بآخر الشهداء!
عيناك أزمان وعمر وحبك الواحد والأوحد والوحيد الذي لا يموت
يا امرأة تضمدني وتشد الصدع ما بيني وما بيني
وتعيدين للحلم روعَتَه وللحب جلالته وللبشير نبله ومهابته..
بحسن تربيتك أكون إنساناً ثم أعود إنسانا ثم أنتهي إنسانا !
قد علمتني في صباي أن أموت كبرياء وأمحو زلاتي وأطردها من مفاتن جنتي ..
أنت ذاكرتي التي تفجر ألف بركان بأوردتي
وتحلقين في سماء روحي وتأخذينني لحضن يشبه الفردوس أعرف فيه منزلتي..
بك يمتد تاريخي وزمني وذاكرتي..
أنت التي تصححين ما عرفته عن العشق
وتلغين فكرة اللعب على وترين..
يا امرأة ما شاهدت لها شبها في تاريخ النساء ولا في تاريخ الوفاء..
سيظل في عينيك شيء من رجائي وحصني ومناعتي ضد كل ثرثرة زائلة وباطلة اطهر منها نفسي وأعود للنقاء
بك كانت بدايتي وفيك حسن خاتمتي!
كهف الحمام- أصيلة
24 تموز/ يوليو2022
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة