ثلاثة نصوص شعرية
على خطى دودة القز
سوران محمد
١
– طقوس الأغتراب –
أسمع خشخشة النعال
تهرول ورائي
ترى مَن هو
سلك معي طريق الفراق؟
ألتفت وأتحدق
فلا أرى سوى
وريقات ناشفة
تبحث عن قدرها
بعد توديع الأشجار
*
الأشجار صامتة
والأرصفة مجمدة
والشوارع خالية
في حيرة تتساءل:
أين ستودعنا هذه
السُبل الضيقة؟
*
والكل على وتيرة
الأشجار الصماءة
غرقى في التأمل
الا تلك الوردة البنفسجية
على مدار الفصول
تبتسم لهمهمة النحل
و لا تأبه بالموت
*
انها أمل
لاتزال تسري في عروقها
الحياة
…..
٢
– وجوه الذكريات –
بيني وبين الأيام الخوالي
جدار على وشك الانهيار.
أرى من خلالها
أرواح الأسْوِجة المجتثة
التي لم تصمد
أمام رعونة الراع المتهور.
هنالك لا أرى
سوی قطا حزينا متحيرا
يبحث عن الماء
دون جدوى !
*
تعصف الفصول بألاعيبها
نحو السهول الجرداء
وقد أومأت الأيام المتعبة رأسها
لمنحدرات ضيقة جبلية،
دون انهاء.
الى أن غرق النهار
في عتمة الليل الحالك
مستسلما ،
فلا نغمة تسمع
من العندليب المختبيء
بين أوراق الشجر الجوز
المجروح الساق
على هذه الخربة النائية!
*
كان الأمس فراشة
لم تتلقن لغة الآلام.
تعلمت دروس المحبة
من ضوء الشمعة.
عشق القبلـة، قد أطارتها
فاحترقتها اللهيب؟!
حيث أصبحت دخنة بيضاء
غطت وجوه الذكريات
…
٣
– الزمن الضائع-
رأيتك تمشي
على طريق ذي اتجاه واحد
.
تدور في الأسواق متحيرا
لا تتعرف على الأزقة الأرجوانية
.
وجوە جديدة، غريبة
مربعة و مستطيلة
لا يلتفتون الى خطواتهم….
وأوان متعنتة مقلدة
معروضة للبيع
في دكاكين ملونة..
.
تبحث عن ساعي البريد
يرجع لك هويتك!
أو صندوق البريد الأحمر
يوصلك للزمن المفقود….
.
أين القطار الذي
حلمت
على مقعد من مقاعده الخشبية
بمنديل قطني أبيض؟
تمسح به عرق البراءة!
.
أين کابينات الهواتف الحمر؟
تتصل فيها
بأبتسامات العمر!….
.
الآن … وقد أدركت
سر ظلك الرمادي
يمشي وراءك وحيدا
ولا يسألك أحد
الى أين؟
***
عذراً التعليقات مغلقة