مستقبلنا أصبح مجهولاً

6 سبتمبر 2022
مستقبلنا أصبح مجهولاً

الطيب جادة

كاتب سوداني

قولوا ما شئتُم فانا متشائم ، انا لا اري شمساً ولا قمراً في سماء مستقبلِنا ، لأن حاضرنا يقول ذلك ، اسالوه ان كنتم لا تصدِّقون ، بعد سقوط البشير توقعت أن ينهض السودان من جديد  ويُعاد  له أسمه ورسمه وتاريخه   ،  ولكن  الواقع  وفعل الساسة  عديمي  الضمير والشرف  جعل الدولة السودانية رهينة لأجندات خارجية ، وحياة السودانيين  تتراجع  و تزداد سوءا عام بعد عام ويوما بعد يوم   ،  ولم يعد الكلام عن الحال  والمستقبل  المجهول ضرباً من الخيال  ، بل أصبح ذلك المجهول هو الواقع  مع هذا التعنت والاختلاف بين جميع أبناء الشعب السوداني ،  لقد أصبح مستقبلنا غامض وذقنا مرارة الحنظل من  هذا الواقع  بعدما سقطت  عن  سياسي  العهر كل أوراق العنب والتوت . 
لا أحد يشك بان السودان لم يكتمل  رشده  بعد   ،  ولم يصل  إلى الحد  الذي فيه  يعرف  ان الفوضى واللانظام  يراكم  المشاكل ويزيد من حجم المعاناة   ،  وقد  كان الشركاء في الفترة الانتقالية هم أساس كل البلايا والخطايا  فضاعت  المعرفة وتاهت الديمقراطية وعمة العنصرية 

من سوء حظنا أن الكارثة التي حلّت بنا مزدوجة ولا وجود لمخرج منها ، حيث أصبحت حياتنا جحيم ، بل مصيرنا أصبح  تحت رحمة ساسة عملاء وتبخرت كل الأماني ببناء دولة مدنية ، حيث أصبحت الدولة السودانية بها عدد هائل من الجيوش في ظل انفلات أمني وانهيار اقتصادي ، والسبب في ذلك يعود إلى أن أسوأ ما أنتجه التاريخ السوداني من سلطات فاسدة ونُخب انتهازية، هي التي تتصدر المشهد في هذه اللحظات العصيبة .

يدفع السودانيين ثمن انتهازية الأحزاب السياسية التي تتخذهم رهائن لمشاريعها الضيّقة ، يرفضون الاتفاق من أجل بناء الدولة ، حيث أصبح المواطن مجرد ورقة في قبضة الانتهازيين .
برغم قساوة الواقع ومرارة المواجع يظل الحال بالنسبة لهؤلاء الساسة الذين يستثمرون في معاناة الشعب جيد 
، اشد انواع الألم الذي يمزق قلبك ما يمر به ابناء وطنك من  فساد وغياب الامن والامان وظهور شتى انواع الظلم والفتن والاحزان بينما تجد هؤلاء المستثمرين  بلا ضمير واحساس 
اصبحنا وللأسف نفتخر بالقبيلة  لأننا شعبا اعوج ومتخلف وواقعنا متعجرف . وبين هذا وذاك واحداث المواجع والهلاك لم نتغير لكي ننتصر . واقعنا اليوم ياقوم اشبه بطعنة الخنجر المسموم . سنظل نتفاجئ بخيبات الامل وغياب المستقبل لأننا وصلنا الى قناعة مفادها لا اتفاق بين السودانيين هكذا واقعنا اليوم وباختصار تام .
حيث اصبح مستقبلنا مجهول اننا مع الاسف نبحث عن مصالحنا الشخصية ولم نبحث عن مصالحنا الوطنية .
دمرنا كل شيء جميل وزرعنا الصعوبات والعراقيل واصبح في نظرنا كل شيء مستحيل .. عندما تتحدث لأبسط مواطن عادي يقول لك وباختصار لمن تشتكي وتنادي ؟
لا دولة ولا قانون ومستقبل وطنا اصبح مجهول فمن المسؤول ؟

استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه سيعزز من الكراهية بين السودانيين وبالتالي قد تكون نهاية الدولة السودانية بلا مبرر. من الضروري أن يتفق الشعب من أجل إنقاذ السودان من العصابة وإيقاف النظرة الدونية للأخر التي أصبحت السمة البارزة في حياة السودانيين ، ودون ذلك فإن المأساة ستستمر إلى ما لا نهاية وإلى أن يصبح السودان أكثر من ثلاثة دول وتلك صورة قائمة وطبيعية إذا لم يتغير الواقع ويتفق الشعب .

ربنا يحفظ السودان والسودانيين ويجمع وحدتنا الوطنية والاجتماعية من كيد الكائدين وحقد الحاقدين وجهل الجاهلين .. والله خير حافظ وخير معين . 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com