مؤونة
ناهدة عقل
شاعرة من سورية
صنعتُ مربّى المشمش؛
ليصمد للشتاء – قلتُ
فحتّى لو حدثَ ومتُّ مثلاً
سيظلّ نافعاً ويذكُرني أهلُ بيتي به ..
يبّستُ بامياء،
البامياء مغذّيةٌ ولذيذةٌ في برد الشتاء –
وقلتُ ذات الشيء.
حفظتُ بازلاء وفولا في أوعيةٍ زجاجيّة،
فلا موارد طاقة لحفظ المؤونة في بلداننا الفقيرة.
لكن؛
كلّ هذا فسُدَ وحمَّض وعطّن.
لم يبقَ لي إلّا أملُ الشعراء التعساء
بأن يحفظ الزمنُ منّي شيئاً
مؤونةً لأرواح غريبة في شتاءاتٍ بعيدة؛
كهذه القصيدة.
30 يوليو/ تموز 2022
ناهدة عقل في سطور…
ناهدة عقل .. شاعرة سوريّة من مواليد عام 1982م ، حاصلة على الاجازة في الإعلام من جامعة دمشق.
تنتمي لجيل مطلع الألفيّة الجديدة، من شعراء “الداخل” السوري وفق التصنيف الذي أوجدته الحرب السورية المعاصرة.
تكتب “قصيدة النثر” الذاتيّة بأسلوبٍ خاصّ متفرّدٍ بسماتهِ ومضمونه، هو مزيجٌ من قديمٍ وحديثٍ معاً، يبتعد عن “التغريب” و”التداعي الحر” اللذان يسمان الشعر الحديث، ويلتقي بما يُعرف بـ “القصيدة اليوميّة” في الشكل فقط.
قصيدتها موجزة مكثّفة وسلسة في آن، محمّلة بالهمّ الوجودي والقلق، منظارها “السوداوية” وعاطفتها الأبرز” الحزن”. قصيدة مختمرة وجدانيّاً مشحونة بنار العاطفة الصادقة والمؤثّرة إلى حدٍّ بعيد.
متأثرّة بتجربتين شعرييتين غنّيتين ومتناقضتين من تجارب “جيل الستّينات” احداهما تجربة الشاعر السوري “نزيه أبو عفش” الذي تحوّل إلى النثر، والأخرى تجربة الشاعر اللبناني “جوزف حرب” الذي بقي مخلصاً لقصيدة التفعيلة.
وممّا كتبه الشاعر “نزيه أبو عفش” في تقديمه لمجموعتها الشعريّة (ليل البتول):
(ناهدة عقل: هذا الشعر الزاهدُ المتواضع، هذا الشعر الذي يتلألأ حياءً وضعفاً، هذا الذي ينزف من صدوع هشاشتكِ وفمِ قلبك ….. تستحقين قدره من الحب؛ قدره لا قَدْرَ ما يعظُ أو يُؤمّل ).
وصدر لها في الشعر ثلاثة دواوين شعرية موسومة بـ : “ليل البتول
ديوان” ، و” في غياب الربّ” ، و”كتاب الحب” .
وفي النقد صدر لها كاتب موسوم بـ ” مفاتيح الغيم – دراسة نقدية (الماء في الصورة الشعرية عند جوزف حرب).
ولها رواية ستصدر قريباً موسومة بـ “بيت الذئب” عن دار “نينوى” للنشر.
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة