جمرُ البياض
ندى الحاج
شاعرة من لبنان
كيف يسري الوردُ في راحة جنين
ويبصرُ قلبُه قبل الولادة!؟
كيف أشتاقُ قبل اللقاء
وأحكي قبل النطق؟
كيف تذوِّبُ المياهُ الحجرَ
وترقصُ وحيدةً وحيدة؟
كيف نلامسُ الحِبرَ والحِبرُ زئبقُنا؟
كيف نعرّي الوقتَ وهو هاربٌ منا؟
كيف أَحِنُّ قبل الولادة!؟
كيف للعابرِ أن يلتفتَ للظلِ
ولا تأسره الممرات؟
كيف له أن يطوفَ ويطيلَ الطواف
أن يخطوَ ويسابقَ الخطوات؟
كيف للسائلِ أن يزورَ المعالمَ
ويركنَ في ضوئها؟
أن يستشفَّ العلاماتِ ويتلمَّسَ وجهَها
ولمن ذاقَ أن ينسى كنزَ الإيحاء
ويحفظَ الأثرَ دون امِّحاء؟
كيف لبرعمٍ أن يكونَ له هذا الحياء
وهو لم يتمرَّ بالماء
ولم يتغزَّل بجماله أحد
ولم تقطفه يد
ولم تعصره بَعد؟
كيف له أن يفتنَ ويفتتنَ
وهو بغصنه لصيق؟
أن يثمرَ والثلجُ يغمرُه
بجمرِ البياض
ولفائفِ الانتظار؟
أن يتحررَ من نسغٍ يغذيه
وهواءٍ يغريه؟
أن يذوبَ وهو في أمانه عتيق
أن يصيرَ شجرةً ومُريد؟
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة