عشرُ سنين
ناهدة عقل
شاعرة من سورية
إلى (……….) :
عشرُ سنينٍ مرّتْ؛
ما عاد غيابُك يُؤلم.
الزمنُ يمحو الطقوسَ رويداً رويداً،
-كسرُ العادةِ هوَ ما يُؤلمْ -.
الزمنُ ركامٌ فوقَ ركامٍ
يردمُ حتى أقسى اللحظات
يردمُ حتّى لحظةَ .. فراقِكْ.
كلُّ ما قد يبقى منها صورةٌ،
كغمامةٍ هائمةٍ في سماء الذكرياتْ
أو كضمادةٍ أبديّة تُخفي تحتها النُدَبَ العميقةَ في الروح.
لكنْ، ما همَّ هذا كلَّهُ،
ما همَّ النُدبَ والآلامْ وذكرى الآلامْ؛
هذا كلُّه أيضاً جزءٌ ممّا يُسَيِّرُ ركبَ الحياة.
ما همَّ حتّــى غيابُك!
غيابكَ شأنٌ شخصيٌّ بينكَ وبينك
سرٌّ لا يعرفُه غيرُك،
مُقتنى الموتى “الوحيد” الذي لا يستطيعُ المساسَ بهِ أحد؛
وحدهُ ما يهمُّ هو ما لا يُقال ولا يُكتَب ..
كأنْ أقولَ كلَّ ما قلتُ مثلاً
لأنكرَ ما أعرفهُ حقيقةً في عُمقِ نفسي:
عشرُ سنينٍ ولا زال
غيابُكَ
يُؤلمُ
ويؤلِمْ.
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة