رضا يوسف أحمودى
– تونس
تحوّلت الحرب بين روسيا وأوكرانيا الى حرب بين روسيا والنّاتو وهذا يؤكّد بأن أوكرانيا كانت عضوا غير معلن فى الحلف بمهمّة وقف الزحف الروسي على أوروبا إن إندلعت حربا بينهما.
ترضخ أوكرانيا تحت السلطة المباشرة “لحكومة العالم الخفيّة” التى حوّلتها الى ملجإ آمن لعصابات إجراميّة دوليّة تحترف القتل والتهريب وتبييض الأموال بالتواصل والتنسيق مع لوبيات عالميّة متطرّفة (الصهيونية والماسونية واليمين العنصرى).
بموقعها الجغرافيّ المهم بين أوروبا وآسيا وثرواتها الطبيعية الهائلة ومصادر طاقاتها المتنوّعة أصبحت أوكرانيا متحكّما رئيسيّا فى ضروريات الإنسان فى أكثر من قارة.
فى تصريح أخير لميركيل فضحت فيه مخطّطات الغرب ذكرت فيه أن ” خطّة مينيسك للسلام تمّ إبرامها لمنح أوكرانيا الوقت لتسليح نفسها والاستعداد للحرب مع روسيا ” … نفس ما خطّط له الغرب في المشرق العربي ضدّ العراق (ايران) وسوريا (تركيا) والسعوديّة (الحوثيون) ومصر(اثيوبيا) هو ما يخطّط له الآن فى المغرب العربي بالدّفع نحو صدام مسلّح بين الجزائر والمغرب.
الأراضى الأوكرانية ذات تضاريس دفاعية شكّلت خير حليف لجيشها الذى صمد بفضل تحصينات شيّدت منذ سنوات.
الخارطة العملياتيّة مكسوّة جبالا وغابات وانهارا وبحيرات ومستنقعات وثلوجا وبذلك تشكّل عائقا لتشكيلة النسق الهجوميّة ولا تسمح بغير تشكيلة الرتل الإختراقية التى مهما مهّد لها القصف الصاروخى والمدفعى والجوّى فإنه من الصعب عليها إعادة التشكّل هجوميّا ودفاعيّا.
الناتو عرف جيّدا استغلال وتهيئة الأرض لفائدة أوكرانيا فى مثل هكذا حرب.
قاد الحرب ثلاثة جنرالات روس بتكتيكات مختلفة وباستراتيجية واحدة.
الجنرال الأوّل قاد معركة كييف والتى أرادها بوتين حربا نظيفة بلا خسائر بشريّة وماديّة كبيرة معتقدا أن الشعب الأوكرانى سيستغل وصوله الى مشارف العاصمة للثورة والاطاحة بجيلنسكى لكن حدث العكس وهو ظهور حسّ قومى وطنيّ تضامنيّ قويّ تتميّز به شعوب تلك المنطقة كالأتراك والأرمن والأذربيدحان والأكراد.
فضّل بوتين الإنسحاب وتطبيق الخطّة “ب” على تدمير العاصمة بمن فيها … من يعرف شخصيّة الروس يدرك جيّدا انهم يحبّون التاريخ والفودكا … ومحب التاريخ لا يستهويه الدمار كما تفعل أمريكا حيث حاربت.
الخطّة “ب” قادها جنرال ثانى مستهدفة شرق وجنوب أوكرانيا وبهما سلّة العالم الغذائية والسواحل البحريّة ذات المنافذ الحاكمة وأكبر مفاعل نووى فى أوروبا.
ضمّت روسيا رسميّا اليها ما تستهدفه بتشريعات “قانونية سياسية عسكري.
نجح الهجوم الروسي الكاسح فى ضمّ مدن هامّة ومساحات شاسعة لكن الدعم الكبير للناتو بالسلاح والعتاد والمرتزفة ومعلومات الأقمار الصناعية مكّن القوات الأوكرانية من استرجاع أنفاسها والقيام بهجوم مضاد أجبر القوات الروسية على الانسحاب من مدن ونقاط هامّة نتاج خطئها فى عدم تأمين الخطوط الخلفية لنقص فى الافراد ممّا أجبر بوتين على إعلان التعبئة العامة واستبدال الجنرال الثانى بثالث يدعى سوروفيكين بخبرة قتالية هامّة.
الخطّة “ج” للحنرال الثالث إستهدفت البنية التحيّة الأوكرانية ومراكز القيادة والسيطرة ومخازن الذخيرة وطرق الامدادات مع التقدّم ببطء بعد تنظيم خطوط دفاعية محصّنة تفشل أيّ هجوم مضاد … الطائرات المسيّرة الإيرانية وكذا الصواريخ البعيدة المدى شكّلت خير دعم للجيش الروسي نظرا لدقّتها وقلّة تكلفتها.
للحنرال الثالث خبرة التنسيق مع الإيرانيين فى حرب سوريا ويبدو أنه يتمتّع بعلاقات قويّة معهم.
الضّرب فى أوكرانيا والصياح والعويل فى أوروبا والشعب الروسي يتمتّع بالدّفء ووفرة الخدمات والتزويد بالحاجيات فى كل من موسكو وباقى المدن.
بوادر تفكّك تظهر على حلف الناتو بعد استفاقتهم المتأخرة بأن المستفيد من الحرب أمريكا التى استغلّتهم وجعلت شعوبهم تتململ مظاهرات واضرابات بشكل يهدّد مستقبل نجاح الاحزاب الحاكمة فى قادم الانتخابات بدول ديموقراطية لصوت المواطن فيها الكلمة الفصل.
ألمانيا تشهد محاولة انقلابيّة تعكس حنينا للرايخ … الخليج العربي ومصر يتمرّدان على أمريكا … إيران بجبهة داخليّة مفكّكة ومهدّدة تدخل فى مواجهة مباشرة على الناتو … تركيا بحذر انتخابى تنجح فى وساطات فاعلة بين الروس والاوكران أنقذت دول عدّة من مجاعات محقّقة.
الصّين ودون تقديم دعم مباشر لروسيا تستغلّ الحالة العامّة وتتهيِّأ لقيادة القطب الثالث فى العالم قبل ظهور القطب الثانى تحت قيادة روسيا والقادم قريبا بحول الله.
هل سينقسم العالم الى ثلاثة أقطاب؟
القطب الأول : أمريكا – بريطانيا – استراليا – كندا – الكيان الصهيونى.
القطب الثانى : روسيا – أروبا – أمريكا اللّاتنية – الهند – ايران – تركيا.
القطب الثالث : الصين – العرب – الأفارقة.
مرحبا بالأقطاب الثلاثة فالعالم كالطاولة التى تفقد توازنها ان كانت على دون ثلاثة ركائز.
sad.ser@hexabyte
= نقيب مهندس
عذراً التعليقات مغلقة