علي سالم
بغداد
خرجت المبعوثة الأممية في العراق بلاسخارت فرحانة في المؤتمر الصحفي في أحد أزقة النجف مع مبعوث دولي لثقافة الحضارات صاحبها في زيارة المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني. كانت الابتسامة تشع في وجهها وهي تتحدث عن حكمة السيستاني ودوره في التسامح والتعايش وكانت تتباهى بإنجازات التعايش ونبذ الاقصاء والتطرف لم تفصح عنها.
لا أحد يقدم للعراقيين اليوم ما معنى التعايش بين مكوناته، ولا أحد يشرح ما دور السيستاني اليوم في هذا التعايش؟ وماذا لو، لم يكن دوره موجوداً، هل سيأكل مذهب مذهباً اخر وستشعل قومية النار في منازل قومية أخرى؟ وهل سينعدم وجود الدولة الكفيلة
بحفظ الأمن ومراعاة حقوق المواطنين؟
هل يعني التعايش هو رمي الفضلات للعرب السُنة وبعض الكرد والمسيحيين في المحاصصة السياسية الذليلة والمدارة من الخارج. هل يدري السيستاني ان اغلبية ساحقة للوزارات فيها تطهير عرقي مذهبي كامل، أي لا وجود مطلقا لأي عربي سني او كردي او حتى من التيار الصدري أحياناً، فيها من مستوى مدير ذاتية الى مدير او مدير عام او وكيل وزارة، حتى لو كان الوزير سُنيّاً أو كردياً بقدرة المحاصصة، ومع ذلك يستمر الكلام عن التعايش؟
هل يدري السيستاني ان التعايش هو ان يعمل كل ابناء البلد في خدمة وطنهم بحسب استحقاقهم الوظيفي لا بقرار يشبه قرار النظام السابق.؟
هل التعايش هو مكرمة الاكل والشرب وشم الهواء فقط بوصف ذلك أحد افضال دعم السيستاني للتعايش بين أبناء العراق المنهوب تحت أغطية فتاوى وتوافقات وصفقات؟
هل تدري بلاسخارت كيف تتكون إدارة الدولة وكيف يجري تصنيف الشعب بحسب الولاءات، ومن كان ضعيفا غير داخل تحت خيمة قوة ما سيداس او يهاجر؟
يستثمر كاتب المقال مع احترامي لرايه وموقفه اللقاء الذي تم بين السيد على السيستاني المرجع الشيعي الاعلى في مدينة النجف وبين ممثلة الامين العام لهيئة الامم المتحة في العراق السيدة شبلاسخارت ليظهر الشيعة كل الشيعة بانهم اصبحوا اصحاب الحظوة والفائدة الجمة من حكومات ما بعد العام 2003م كونهم سيطروا على اكبر حصة من الحقائب الوزارية والمقاعد البرلمانية والاهم من هذا رئاسة مجلس الوزراء والقيادة العامة للقوات المسلحة اصبحت بايديهم اضافة الى منصب الجهة التنفيذيةالعليا في البلاد عبر مرشحهم لهذه الوظائف المتقدمة وفقا للاستحقاق الانتخابي المستند الى نسبة الطائفة الشيعية في التركيبة السكانية للعراق والتي هي اعلى نسبة تصل الى الــ(70%) من مجموع النسبة المئوية لسكان البلاد 0
وليس لي من مؤاخذة عليه ولا لوم فلكل انسان الحق ان ينظر الى الامور من زاوية نظره او من ناصية رايه وكل كلمة في تعليقي على رايه في الشيعة وموقفه منهم على مستوى الزعامة الدينية والقيادة السياسية التي ثارت ضدها القاعدة الشعبية الشيعية في العام 2019م وقدمت ما قدمت من التضحيات الجسام على طريق المطالبة باسقاطها واقصائها عن مواقع السلطة لانها هضمت الحقوق الانسانية للشعب العراقي واهملتها في كل ناحية وصوب من الحياة العامة في العراق 0
بما في ذلك الطائفة الشيعية باستثناء قلة تناغمت مع الاحزاب واصطفت الى جانبها وقدمت لها الولاء المطلق والطاعة العمياء التي وصلت الى حد قتل ابناء الشعب الابرياء لخدمة لاحزابهم حصلت هذه القلة على منافع وفوائد لا تخطر على بال احد ولا حتى في عالم الاحلام شانها شان جماهير السنة والاكراد الذين ساروا في طريق احزابهم واصاخوا لهم السمعع والقوا اليهم بيد الطاعة حصلوا كذلك على ما حصل عليه الشيعة الولائية من الغنائم والاستثمارات 0
وفي ذلك اي احتجاجات الطائفة الشيعية على حكومة الفاعلين الشيعة اقوى حجة على براءة الغالبية العظمى منهم من تسخير اموال العراق لمنفعتهم دون سواهم من ابناء العراق وهي براءة كبراءة الذئب من تم يوسف ضد كل من يتهم الشيعة بشكل عام بالسيطرة على خيرات البلد وحرمان غيرهم منها 0
اعود الى كلمات تعليقي على مقال الكاتب فيما يخص موقفي منه لاقول هي من باب النقاش المتزن والمنفتح والمتقبل للآخر جضورا وغيابا والمحترما له ولكل ما يتبنى من فكر وثقافة ومعارف والبعيد
بعدا شاسعا عن التشنج والتحامل على الآخر المخالف في اي شيء ينتمي الى اي نشاط من انشطة الحياة وميادينها المليئة بالمتناقض والمتخالف والمتضاد مع غيره والزاخرة بالتقاطعات الكثيرة والمثيرة للعجب والرضا من جهة والباعثة على السخط والاشمئزاز من جهة اخرى
بشكل عام يقول صاحب المقال ان الحصة الاكبر من المكاسب والامتيازات في ظل حكومات ما بعد العام 2003م هي من حصة الشيعة بلا منازع وانهم سيطروا على كل مقدرات العراق الضخمة منها والضعيفة وليس للسنة والاكراد من نصيب في هذه المقدرات سوى الوظائف الصغيرة والاعمال البسيطة وانهم اي ااسنة والاكراد يعيشون عيشة الضيم والصليم في وطنهم العراق كما يقول المثل الشعبي العراقي وان الشيعة قد ذهبوا بحصة الاسد من الوظائف وفرص العمل والعيش الرغيد والحياة الافضل 0
واجد ان في هذا الكلام تحامل كبير على الشيعة دون استثناء فليس كل الشيعة في جنة ونعيم ولا في سعة عيش وسعادة حالولكي ارسم صورة واضحة عن حياة الشيعة لكل من يضن ان شيعة العراق في راحة بال ودعة عيش اكتب عن معناة البعض من اولادي فانا كاتب هذا التعليق شيعي وعندي ثمانية اولاد اكملوا دراساتهم في المدارس والكليات والمعاهد في العراق فافضلهم حالا وهو خريج حصل وبالكاد على عمل شرطي والاخر خريج معهد تقني يعمل عامل تنظيف (كناس) في بلدية المشخاب اتي تبعد عن النجف 30 كم جنوب النجف وراتبه 300 الف دينار ويرفض الزواج رغم تجاوز عمره الثلاثين عاما لانه وبسبب ارتفاع تكاليف العيش دخله المذكور لا يكفيه هو لسد احتياجاته الفردية فكيف به اذا تزوج فانه بطبيعة الحال يكون غير قادر على انشاء عائلة والانفاق عليها لان دخله الشهري لا يكفيه لتوفير مستلزمات بناء اسرة من زوجة واطفال ومصاريف بيت من اكل وشرب وصحة وتعليم وخدمات ماء وكهرباء والقائمة طويلة وثقيلة العبء على ظهر هذا التعليق 0
وكذلك احب ان اثنّي باخيه الذي تخرج في كلية الادارة والاقتصاد قسم المحاسبة بدرجة جيد ومنذ اربع سنوات يبحث عن عمل فلم يفلح في ذلك ولكن بشق الانفس تمكن من الحصول على شغل ( عامل تنظيف في مدرسة اهلية ) اضافة الى سوء الخدمات العامة وترديها في المناطق السكنية الشيعية وفي مقدمتها الكهراابء التي باتت اليوم احبل الشوكي لمختلف حاجات الناس واعمالهم في القطاع الخاص تحديدا مع توفرها بشكل جيد وعالي النوعية والكفاءة في المناطق السنية والكردية وهذا ملموس على ارض الواقع في بلادنا
فالسلطة في العراق مثلماهي محتكرة من قبل اشخاص معينين الولاء ومعروفين في تدميرهم للبنية التحدية في العراق خدمة لاجندة جهات خارجية وصبهم للزيت على الازمة الاقتصادية اتي يشهدها العراق 0
فان خيرات العراق واموال العراق محتكرة من قبل اؤلائك الاشخاص من الشيعة وفي مقدمتهم نوري المالكي ومن السنة وفي مقدمتهم محمد الحلبوصي وخميس الخنجر ومن الاكراد وفي مقمتهم مسعود ملا مصطفلا البارزاني فهم يسخرونها لخدمتهم وخدمة القابضين على تشريع القرار الاداري والمالي والسياسي واصار الاحكام القضائية بصورة انتقائية تخدمهم اغراضهم فالشيعة يعيشون في حال من البؤس والشقاء وتردي حوال كباقي العراقيين من سنة واكراد وغيرهم