رنيم نزار شاعرة من الأردن… في ” قصيدة” الموتى يتعافون من الحياة

23 ديسمبر 2022
رنيم نزار شاعرة من الأردن… في ” قصيدة” الموتى يتعافون من الحياة

رنيم نزار شاعرة أردنية.. لديها مشابك وبناطيل وخواتم لارتباط عشرات الأحبة

الموتى يتعافون من الحياة

رنيم نزار

رنيم نزار

شاعرة من الأردن

لست وحيدة لدي مشابك 

شعر بعدد لا يحصى 

وبناطيل تكفي عشرة نساء 

وفساتين لبهاء كثرة نسوة 

وخواتم لارتباط عشرات الأحبة 

وصبغة وجه 

تبدلني كلّما خطرت في بالي قصيدة 

وطلاء أظافر مميز

يخبئ مخالب الحيوانات التي أكونها

ولدي مرآة 

تخبرني كلّما تحولت شخصيتي 

بالحقيقة 

لا تخفي عنّي سرّاً 

لا أختبيء خلف أصبعي 

ويلطخني ظل رجل شاسع الصدر 

جميل الهيبة 

لم أتحرر منه 

لستُ وحيدة 

تُخْبرني المَرايا 

كل مرة أبدل فيها شخصياتي الكثيرة 

بأنّنا كلنا 

نحبك!

علمتنا أمي إن فاتنا القطار 

أن نلجأ للسفينة 

وان أقلعت السفينة 

أن نسير نحو المطار 

وإن حلقت الطائرة 

أن نطفو فوق الغيم 

فقط أن لا نستسلم لوصولنا 

محطة وكأنّها الأخيرة

علّمتنا أن العصفور في اليد 

لا يعني أن لا نصطاد العصافير التي 

تزقزق

فوق شجر الغابة!

….

علّمتني أمي 

العد للعشرة 

وأبي علّمني

درس القسمة والنصيب 

عن طريق رغيف خبز  يجمعنا 

والحياة

لقنتني درس الطرح

في انقاص وزيادة وكسر وجمع 

الأشخاص في حياتي 

والحب 

الحب 

علّمني كسر الكؤوس!

لا أدري كيف أتدارك الموقف 

وأساعد شخصياتي جميعها 

على تلبية ما تريد

إحدى شخصياتي 

نهضت من الخامسة فجرا

لتكمل كتابة سيناريو طويل 

وأخرى استمرت في البحث عن طرق دراسة الـ Iltes

بلا كلل 

والشخصية الحزينة ارتدت قبعة الموسيقا 

وراحت نحو عالمها البعيد 

وشخصية شربت القهوة 

وأخرى أعدت طبق حلو لذيذ للعائلة 

لا أدري كيف أتدارك الموقف 

وأجمعهن كلهن اللاتي بي 

على حبك!

….

سمعت أن الحُبَّ 

تُشكل وصار على هيئة 

مأوى 

وهربا من قحط ذاتي 

هرعت إليه

لكن قفل الأبواب في وجهي 

وتشكل على هيئة أفعى 

حاولت الهروب 

لكنه 

لدغني من أدبار

….

ليل جديد 

تحضنني فيه نيران النسيان 

اخلد نحو سرير شاسع 

وظلام اولج فيه نحو عراك الشوق 

بالأيدي بالاصابع بالأهداب وبالألسن 

لا يطاوعني النسيان 

احزن كما ثكالى غاب الماء من فراشهن

كما قحط العشاق من أن تروى أجسادهم 

وانزف كما يطفو طوفان ابيض 

في سرير عاشق بعيد عن الحبيبة 

لا يطاوعني الشِعر 

ولا البكاء 

خلود طويل في ساحات معركة الألم 

أؤكد له الحب 

بينما يحضن تلك المرأة التي يتغير لونها 

من حضن لحضن 

امرأة حرباء 

في حضنه بلون الشوكولاته

وفي حضن آخر بلون الدناسة 

وفي الحضن الألف تكون ذئبة 

انا ارى ما لا يرى 

 وانا برهافتي فراشة لن تعجب حبيبي

سيضربها بقهر 

في حذاء بنمرة ٤٢/ سيحطم زهاء الحب 

ولن يتقبلني 

سيقتلني ويهرب مختالا فخور 

لحرباء بعد أن بدلت الف حضن

ستقنعه بالحب 

وبين يديه ستكون بلون الشوكولاته

وسأموت أنا بالواني الزاهية 

لأنني لا اعرف كيف أبدل جلدي 

ولا اعرف مهارة الشواذ!

ليست معجزة 

لست نبية الآن 

لا تتحرك العصافير 

من طريقي 

وحمامتان لا تفران من صوت 

جر حذائي فوق الطريق 

لا تخاف القطط 

ولا تعوي الكلاب

السيارات لا ترى جسدي 

تعبر طريقها

والأشجار لا ترتطم بي 

والبشر لا يلقون علي السلام 

وكل شيء يمشي الي 

كل شيء يسير فوقي 

وفقدت الأشياء حاسة البصر

 من ان تراني بوحشية إنسان 

اسأل المرآة 

متى حلقت روحي الوحيدة؟

اسأل عن نكهة

 كل امرأة تحت لسانك 

عن طعم البرد

 الذي سيجيء به الشتاء 

عن موانئ الوحدة التي 

وصلت بها نحو 

علاقاتك الفاشلة

اسأل عن نكهة الطمع

 التي تسكن حواراتك 

عن ندامى 

تسمى أصابعك 

تفتش في أجساد باردة

 عن شبق الحب 

وعن الخمر الذي استقر جسدك 

لكي تنسى 

لأخرج لك من الحلم 

جنية شيقة الجسد 

اسأل عن طرحك الجميل 

لقبلة في

 فم امرأة ليست أنا 

أسأل عن خواء اسمك من الدفء 

هكذا عندما لا يناديك 

لساني 

حبيبي!

….

سألمحك بعد سنوات مع أطفالك 

سأتعرف عليك 

من حقيبتك 

حقيبتك الجلد السوداء 

منذ كنت طالبا في شيفلد 

منذ أن كنت حبيبا للشقراء 

حبيبتك الغبية الفارغة الجميلة

سأرى أطفالك الذين يشبهون الملاك 

لكن لن تتغير 

وسيظل وجه الذئب في ملامحك 

سأراك من بعيد 

من خلف سياج الفراق 

سيلوح لك قلبي 

وللمرة المليار

ستهرب!

القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com