لوحتان
ندى الحجاري
شاعرة من المغرب
في الغرفة
نبتتان
واحدة للحب وأخرى للوحدة
وما بينهما قصة طويلة
والكثير من الخذلان وربما لحنٌ أو رقصةٌ
لا يهم
لا شيء يهم الآن!
قارورة للعطر وأخرى لرش الماء
بعض النباتات تحب الندى
حتى لو كان مزيفا
وتتجذر في الأصيص
مهما كان ضيقا
ولا تمانع الاختناق في غرفة باردة
حرّ الصيف يطل من نافذتها
ولا ينفذ إليها أبدا
تظل مُوحشةً.. باهتةً
كحقلكَ البعيد قبل أن تطأَهُ قدماي المزهرتان
ذاك الذي أصبح بعدي
قاحلا
صامتا بلا ألوان!
…
في الغرفة إمرأتان
لئيمةُ المرآةِ
وأنا..
أعُدّ أوراقَ كراسة قديمة
أرتب صورا تتمزق بين أصابعي
أقبّلُ بقاياها
وأرش من قارورة الماء
ليحيى الزهر بين ثناياها
وأستلقى على لوحة
تأبى أن أعلقها
تسَعني وحدي وبعضا من الحلم
اظلّلُ حلمي دوما
بجذوع السنديان
تتساقط الأوراق على رأسي
تغطي ما تبقى من الليل
وهذا الليل لا يكفيه حزني
يسرقني حين أغفو
يعلقني كلوحة تأبى
أنْ يُقَبلها الجدار
ما جدوى صرختي
لا اذُنَ في الجوار.
النبتة الأولى تُراقص
ما تبقى من الحقل البعيد
والأخرى تزحف للوحتي الجاثية
وأنا أرى ..
كيف أرى؟
عيناي لا تتحركان!
يبزغ فجر لئيم
كامرأة المرآة..
ينفذ الضوء قليلا..
في الغرفة
لوحتان!
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة