باريس – صنعاء – قريش:
كشف موقع “إنتلجنس أونلاين” الاستخباراتي الفرنسي أن وزير المكتب السلطاني والمشرف على أجهزة الاستخبارات في سلطنة عُمان، الفريق أول محمد النعماني أرسل وفدا من ضباط الاستخبارات إلى صنعاء للقاء المسؤولين الحوثيين في 10 يناير/كانون الثاني الجاري، بعد محادثات سابقة أجروها في العاصمة اليمنية في 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي. لكن مصادر يمنية مطلعة قالت ان المهم في القضية هو الوفد السري الذي ذهب من الحوثيين الى مسقط ونقل اليها اجواء المفاوضات السرية مع السعودية، حيث طالب الحوثيون بضمانات محددة وبارزة، كونهم لا يثقون بالجانب السعودي بعد حرب لسنوات تخللتها وعود كثيرة لم تصمد.
وزار وفد عماني صنعاء مرتين خلال أقل من شهر، الأولى انتهت في 25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والثانية قبل منتصف يناير الجاري تضمنت مباحثات وصفتها جماعة الحوثي نفسها بـ”المثمرة”.
و تسعى مسقط لتقريب وجهات النظر بين الحكومة الشرعية اليمنية والحوثيين، تقوم سلطنة عمان بجهود دبلوماسية مستمرة بفضل ارتباطها بعلاقة جيدة مع طرفي الصراع في جارها اليمن. وهو مسعى لا ترتاح له السعودية لذلك قررت النزول في التفاوض المباشر مع الحوثيين بعد ان شعر ان المياه تفوت من تحتها كما قال مصدر يمني عليم .
وتعكس هذه المبادرة رغبة النعماني في أن يظل الوسيط الرئيسي في الصراع اليمني الذي يدخل الآن عامه الثامن.
وبحسب الموقع الاستخباري الفرنسي ، يتصور النعماني نهاية للصراع في اليمن تستند على الأمر الواقع الذي قسم البلاد، حيث يسيطر الحوثيون على الجزء الشمالي، بينما تسيطر حكومة الجنوب المدعومة من الرياض وأبو ظبي على الجنوب.
وقال ذات الموقع انه ، لا توافق ابو ظبي على محاولات الرياض لإيجاد اتفاق مباشر مع الحوثيين، لا سيما إذا كان ذلك سيشمل حل الدولتين.
وفي صنعاء، التقى مسؤولو الاستخبارات العُمانية أيضا عبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين، ومهدي المشاط قائد الجناح العسكري للحركة ورئيس المجلس السياسي الأعلى لها، ورئيس الأركان العامة محمد الغمري.
و لا تزال هناك معوقات شائكة منها إعادة فتح الطرق السريعة الرئيسية حول تعز وأماكن أخرى ودفع الرواتب التي يطالب بها الحوثيون منذ أكثر من 6 أشهر، وهي عقبات أمام التعامل مع مسائل أكثر جوهرية مثل تقاسم موارد النفط والغاز اليمنية وجزرها وموانئ البحر الأحمر، بحسب الموقع. لكن الرياض ابدت مرونة لفي صرف الرواتب تساوقا مع سير محادثاتها في صنعاء .
ويقول الموقع إن مسقط تهدف من هذه المحادثات، بدعم أمريكي، إلى جمع الأطراف الفاعلة في النزاع حول مائدة تفاوض واحدة، وهم الحوثيون والمخابرات السعودية ورئيس الأركان السعودي فياض الرويلي، وسفير السعودية في اليمن محمد بن سعيد الجابر، لكن هذه الطاولة تستبعد الأطراف الأخرى في الصراع، بما في ذلك المجلس الرئاسي بقيادة رشاد العليمي والحكومة المعترف بها دوليًا برئاسة معين عبد الملك سعيد.
لكن، بحسب “إنتلجنس أونلاين”، فإن تحركات مسقط أزعجت الرياض، التي اضطرت الى فتح قناة اتصال مباشر مع الحوثيين هذا الشهر.
عذراً التعليقات مغلقة