وداع ..قصيدة الشاعر المغربي عبدالجبار العلمي

8 يناير 2023
وداع ..قصيدة الشاعر المغربي عبدالجبار العلمي

وَداع 

عبدالجبار العلمي

شاعر وناقد من المغرب


أَسلنا غزارَ الدموعِ
حبيبي بليلِ الفراقْ
وحزناً دفينا
ترعرع فينا
لوقت العناقْ
ليسْقي ليلَ الوداع كآبهْ
و يُعطيه طعمَ مرارتِه وعذابَهْ
و يملأ نفسي بيأس اللقاء

***
حبيبي وداعا
ففي الأفق كفٌّ الظلام تلمٌّ الشُّعاعا
وفي مرفأ الحُزْنِ بحَّارتي يرفعونَ لريح الشقاءِ الشِّراعَا
ينادونني للرحيلْ
نجوب بحارَ العناءِ بغير دليلْ
نزور مراسي الظنونِ البعيدة
جزائرَ حُلْمٍ على جَفْنِ أفقِ الرّجَاء ْ
تنامُ سعيدة
سأدفنُ يأسي بأنْ لا أراك ـ مدى الدَّهر ـ فيها
وأحملُ منها ..حقائبَ حلمٍ سَعيدْ 

وأحلمُ فيها بأني أعود ْ
إليك بألف هدايا وألف وعود ْ

***
حبيبي وداعا
أسير ألٌفٌّ السنينَ .. أطوفٌ البحارَا
بدون ابتسامهْ
إذا ما ابتسمت تطير حمامهْ
تصيـِّر ليلَ العذابِ نهارا
فكيفَ أعيش ببحرِ الشَّقاء ْ
بدون ابتسامهْ ؟
وكيف تمر سنين طويلة
بدون لقاء ْ؟
وكيف تمر سنين ثقيلة
بغير ضياع لكفي ببحرِ الحَرير ْ ؟
بغير ارتشافِ العَبير ؟
بغير ارتعاشِ يدي في يديك وقيتَ اللقاء ؟
***
كفى ياحبيبي بكاء ْ
وفتِّقْ زهورَ ابتسامهْ
على شفتيك .. مُضيئة


رفاقي يُنادونَني في السَّـفينَة
يُـنادونَني للرحيل ْ
ولا زاد لي غيرُ طيفِ ابتسامَة
على شفتيك
تطير حمامة
ترافقني في السِّفار ْ
تُبدِّدُ حُزني .. تنيرُ طريقي بعُرض البِحار ْ
تُبدِّدُ يأسي بأنْ لا أراك ْ
وتملأُ نفسي بحُلْمِ الرجوع ْ
إلى أن أعود ْ
إليك بألفِ هدايا وألفِ وُعُود ْ

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com