رايـات
*بادر سيف
شاعر من الجزائر
كسرت مرآتي ، مزقت راياتي ،أطفئت البركان
الوردة توصل إلى الجنون والماء إعصار الموج
// مزقت الراية الأولى
لم أجد بيتا يؤويني ، أنا بين الأشلاء الصفراء و التمرد
أيتها القارورة الذليلة
ماؤك حرام ، شرابك لذيذ
المح في السماء القريبة خضرة الربيع ..ليس الربيع العربي
اقصد تغريدة العصافير و بتلات النرجس
// مزقت الراية الثانية
لم أجد نجمة تدلني إلى معادلات الريح
إلى زرقة الموج و غضب الآلهة
هنا في مدينة الثقوب حيث ينام طائر الزرزور
فاتحا عينيه
حيث لا ركوع و لا سجود
حشد باك ، يصرع أهلة الورق، يرفس أفق الأيام
يلبس جمر المسافات
..ربما اغني ربما أصلي
لكن لن اغمر مطر السواقي أقدام الدهشة
لن أسافر إلى شواطئ الحفر
سأنزل شراعي
أنام واقفا واقفا على شباك المقبرة
اجمع أوراقي المتهالكة
ارميها إلى شجر نازف، ثم ماذا ؟ إلى أين الرحيل
سأتحرر أكثر ، اعد خطى الجندب الأعرج
اسكن خيال الغربة، اسمي الشوارع بغابات الأرض
أصنع من صخور الرمل رايات لاهثة
//مزقت الراية الثالثة
أين الرجال..النساء
أين الجراح و ملح البوادي
وحوش الليل
أزهار المزابل
لم يبق عاشق واحد يزخرف القصائد و الرسائل الهلامية
رجل قصير القامة تائه في منحدر من الثلج الأصفر
يغني انه يغني
يرسم على حذائه نساء بحجم الليالي
التي أمضاها وحيدا
،،،انه الموج
حسد الاحتراق شمس السواقي ، لثغ النكسة
وجه من غبار
ليل ورايات نحاسية
ترانيم على حائك الأيام، قشور فكرة
//مزقت الراية الرابعة
أين أمي أين أبي، أما أبي فاعرفه كما الاحتراق
رويدا رويدا صنع منا
نهارات مهاجرة
إلى حيث الدفء و أزرار المرايا
أيتها الأوهام المتتالية
في رحلة الوحش إلى جلاء المخادع
أيتها الرايات المضيئة لجبين الوطن
إني سابح في جزر الأنغام و عطايا الله
أشكل من الصمت خوابي الجفاف
اصعد إلى قمم الأوهام
علي اعثر على منفذ إلى مرايا الماء
أيتها الجموع الجاثمة على صدر الأيام
سأنزوي إلى ضرور فراشي
احلم بنهارات باسقة كالصفصاف
//مزقت الراية الخامسة
لن أرخ شجر المدينة لسنابل العشق
سأحطم جرح الأبجدية
أسكن الأفول
أغلغل في جراح النهر شارة الذهول
لن استيقظ قبل الغصن الناشد
ولن أقول
للجج الفواجع سر الحب
سأرسم سريري بفم المدينة العجوز
أنام قربه عاري الساقين
ألهو بنثار النبض و غبار الطلع
أمزق السفن الملحة
أخضب كلماتي البريئة
لترشدني إلى مداخل العيون
أحترق
إني احترق كراياتي
ترافقني طفولة من نرجس الجهات
طقوس الآفات و الشامات
إني احترق
احترق المدى
سدت الآفاق و الصدى
دخلت مزاج الحلول ،،هنا جذور فتية
أصنام بخطى بطيئة..
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات واداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة