الذكريات
وداد سلوم
شاعرة من سورية
قل لي ماذا تفعلُ بنا الذكريات؟
مغرورة بيقين امتلائها
تسل مخرزَها وتقنصُ عينَ الراحة
فتأتي مدماةً.
تضحك،
وتسخرُ من الآه الرابضة في القاع.
.
من أيّ أرض تأتي؟
ماذا تشربُ أقدامها لتضيءَ مدن السراب
أيّ زمن يمرّ هناك؟ وكيف لا يشيخُ سكانُها؟
تثمرُ بالنحيب، بنشيج الليل
تعيش صباها كلما نهضت
وتمنح ثديَها للحسرة بشبق
تقتل صورةَ الأنا المرتعشة في الالتفات
إذ خلعت ثوبَها توًّا وارتدت ابتسامة الغَواية.
*
أعطوني دواءً يحيلها لليباس
ويقتلُ أذرع الوحش الغامض
أعطوني عشبةً تمنحُها النومَ الأبديّ وليس الخلود.
وسأحرس بوابة الماضي من أفاعي الندم.
أعطوني مرآة سوداء تمتصّ وجهَها
وتجيبُ عن حيرة الظلمة.
*
أسمعُ الأرواح في سراديبها
أسمع هسيسَ الخوف
وأشمُّ رائحة القسوة
في اختبار الطين
في اختمار الشهوة
وجرحِ الضوء في الضرورة.
أيتها الأيامُ الفاسدة! لمَ لا تقطعين حبلَ السرة؟
ألم تتلف الأحكامُ بالتقادم؟
حتى أعمدةُ الكلس تعبت من حملك
وأنا تعبت من القفز بين نبوءات وجهك
اذهبي للنوم، خذي حلمك
ودعي أحلامي تنام، أو حتى تموت.
ولكن اتركي لي يومًا واحدًا للسؤال:
قل لي ماذا نفعلُ بالذكريات؟
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة