الحايك
لحسن عايي
شاعر من المغرب
في زقاق عتيق
حيث يمتزج الظل بالفراشات
كما رائحة الحقول الآتية من بعيدة
تدنو الكلمات في ارتعاشة
قُفة وباقةُ حكايات
قلت لنفسي
هذا ” الحايك “
أمانة ، كنجوم لا تنام
كزهرة تغري النساء ،
شهقة دافئة
تجوب زمن الوقار ..
تخطو كنسيم
تذكَّر أخيرا أن الحياة
خطَت أولى خطواتها
بهذه الديار
عيناها غارقتان
والكحل يمضي
في اغنية تفوح هدوء
يداها الممتلئة
تلمع ذهبا
تحركها كبوصلة نحو السماء
قالت لخياط الحارة
أريد قماش السوسدي
لأخيط منه طيفي
نظر الخياط إلى قدها
واحتار في قياسها
نزع الميتر من أعلى عنقه
ولفه على خصر وكتفي
تمثال الثلج الناصع البياض
الحياء يوحي بفصل الشتاء
والخياط يتصبب عرقا
فصلان متلازمان
يشكلان فاكهة الأرض
عيناه مغمضتان
يُقيسان طيفا من السماء
انطلق ” الحايك “
كعنوان لأجساد النساء
يلتحفن تاريخا
فرأيته في الصويرة
وفي طنجة وتافيلالت
والعيون والكويرة
عذراء
على جبينها خيط الروح
تزنيت المثقلة بعناق الفضة
أنت رواق الصحراء
المنفتح على زرقة الأفق
والعطر الممزوج بزفير الأرض
في زقاق فاس
والمدينة القديمة
تجوب الشوارع العتيقة
تنتقي من الثوب شهد الصباح
رأيتها تضع لثاما والمرآة
تسرق النظرات
يلفني المكان بسحره
الكعب على الرصيف
موسيقى أندلسية
الطيف اكتمل كالفجر
يغري بالصلاة
أنا نسيت كل شيء وتذكرت كل شيئ
الطيف اكتمل والحياء أبيض ناصع
كالقمر يضيئ رعشة تتجدد..
____________
المغرب 11 مارس 2023
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات واداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة