في اليوم العالمي للمياه بلاد النهرين تعاني من الشحة والتلوث
نصار النعيمي
الاجدر في الدول التي تشكو نقص المياه وقطع الدول المجاورة عنها الروافد التي تغذي انهارها هو ان تُصلح حال مسطحاتها المائية وانهارها ،مهما كانت شحيحة، و لا تجعلها مكبا لنفايات المستشفيات والمنازل والشركات ، كما حال العراق . هناك واجب محلي ثم مسؤوليات دولية مشتركة ، فأين العراق من هذا كله ، وهو بلد الرافدين .. الملوثين قبل ان يكونا شحيحي المياه .
تواصل ظاهرة التغير المناخي بما تنطوي عليها من احتباس حراري وجفاف وشحة أمطار، تهديد التوازن البيئي في مختلف قارات العالم ومناطقه وبما فيها العراق، الذي طالما عرف بوفرة المياه عبر نهري دجلة والفرات.
ويعد ملف المياه من الملفات الأكثر تعقيدا في العلاقات العراقية مع دول الجوار، فقد قلت حصص العراق المائية الواردة من تركيا، بسبب بنائها عددا من السدود على نهري دجلة والفرات، وقطع إيران قرابة 40 رافدا من المياه ما هدد أراضي العراق بالجفاف، وتزايدت شحة المياه خلال العقدين الأخيرين رغم استمرار المفاوضات بين العراق ودول الجوار.
ووصل رئيس جمهورية العراق عبد اللطيف جمال رشيد، (فجر الثلاثاء) 21 آذار 2023 إلى نيويورك، “استجابة للدعوة الرسمية التي تلقاها من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للمشاركة في أعمال مؤتمر نيويورك للمياه الذي تنظمه الأمم المتحدة من 22- 24 آذار الحالي.
كما زار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تركيا مؤخراً، لبحث قضايا المياه والأمن، وبحث الجانبان سبل تعزيز التعاون في مجالات المياه والتجارة والطاقة، بعد أن صدرت اتهامات متكررة لتركيا وإيران ببناء سدود تتسبب بخفض مستوى المياه الذي يصل العراق من النهرين.
وذكر المرصد العراقي لحقوق الإنسان، في تقرير له مؤخراً، أن نسبة تلوث المياه في العراق ترتفع كل عام، مع ازدياد النسمة السكانية وتراجع خدمة شبكات تصفية المياه وازدياد المخلفات النفطية والطبية التي ترمى في الأنهر بشكل مستمر، واستنتج المرصد الحقوقي، أن المياه في العراق ملوثة بشكل كبير، والنفط ومياه الصرف الصحي والمخلفات الطبية، ترمى جميعها في الأنهر.
وقال طبيب عراقي يعمل في إحدى المستشفيات الحكومية خلال شهادة للمرصد العراقي لحقوق الإنسان إن “مياه نهري دجلة والفرات غير صالحة للشرب، وسبباً رئيسياً لمرض السرطان، خاصة في محافظة البصرة، وأضاف الطبيب الذي يخشى ذكر اسمه من تعرضه لعقوبات وظيفية: “اطلعت على عدد كبير من حالات مرضى السرطان، ووجدت أن المياه سبباً أساسياً في ذلك. مياهنا ملوثة بنسبة كبيرة.
ويقول المواطن علاء الحيدر من بغداد” إن المارة من المواطنين يلاحظون أن نهر دجلة في العاصمة بغداد تحول إلى مكان لكب نفايات المستشفيات والمراكز الطبية بالإضافة إلى محطات الطاقة والمصافي النفطية.
وتضيف الناشطة في مجال البيئة ايناس العبيدي أن” نهر دجلة في العاصمة بغداد يبدو تلوّثه واضحاً للعيان خاصةً عندما تقل مناسيبه، وعند شارع أبي نؤاس، على ضفة النهر المقابلة للمنطقة الخضراء الحكومية، تُشمّ في بعض الليالي رائحة كريهة، والسبب هو تصريف مياه الصرف الصحي من منطقة الكرادة في النهر.
من جهته دعا المرصد العراقي لحقوق الإنسان، السلطات المختصة إلى إبداء جدية أكبر وبذل أقصى ما يمكن من الجهود لحل مشكلة تلوّث المياه في العراق، وحثها على الاستماع للخبراء والمختصين في هذا المجال واتخاذ إجراءات وخطوات أكثر فاعلية توازي حجم الخطر الذي يتهدد الجميع وخاصة الفقراء والذين لا يمكنهم شراء المياه النقية المعبئة من محطات خاصة.
يوم بعد أخر تزداد شحة المياه في بلاد النهرين، وتزداد نسبة التلوث بشكل أكبر نظراً لعدم اهتمام المواطن العراقي والجهات المختصة فيما يرمى في الأنهار، ويسمع المواطن الإعلان عن مشاريع عملاقة لتنفيذ محطات معالجة المياه الثقيلة من دون جدوى، إضافة الى عدم وجود محارق خاصة في عدد كبير من المستشفيات والمراكز الصحية لتلف النفايات الطبية التي غالبا ما تصل الى الأنهر بطريقة او بأخرى. قد نصحو يوماً ونرى دجلة والفرات قد غادرانا الى الابد.
عذراً التعليقات مغلقة