حدس العرّافة
خديجة عثمان برخوخ
شاعرة من المغرب
خبرتني عرافة أفكاري
عن حدس ابن مدمع
قال ابن هيام اللهفي
من صحيح الصدف
قدرك يا امرأة الأعراف
أن يصبو إلى محرابك
شرذمة من الصابئين
وقليل من الموردين
منذ غيب ونصف
أن تعشقي أبا الهول
في قدر السالكين
أن تترنمي بين أحضان زبد
وموج لايفضي لمدد
أن يخمد رجف الوتين
فينساب جرح النزف
قدرك يا امرأة النار
أن تعشقي ثقب أوزون
وتدخني في الخلوات
سيجارة الكسف
أن تكفكفي المدامع
عند صهوة الخيل
وإطلاق البارود
فلا قلة تكسر ولا ماء
يبلل تربة الصيف
قدرك يا امرأة آذار
ياحبة الزعفران يا إكليل الجبل
أن تحيي في رقعة الخريف
بلا غيث و لا رذاذ يكفي.
لا أريكة للروح ولا مأوى للنفس.
صدرك الذي اتسعت مساحته
ضاقت به كل الغرف
يا امرأة تشبه بلقيس
أزيحي الحجاب عن الساق
أزرار أسرارك منسابة
ومقام الصبا يعزف في الجفن
لا يجيد التستر والتخفي
قلت مهلاً مهلاً
هزي إليك بجذع الحق
أخطات الغوص في أديم كفي
لاتعبريني من مرآة غيري
فدخاني تكاثف في رحم المزن
سندك سماء بلا أرض،
لم تذرفي دمع الأنبياء
لتبصري في الغيب كسفي
مابين أيلول وامراة آذار
شهقة تحيل الموتى للفردوس
شهدة تشتهي لسعة النحل
مابين أيلول وامراة آذار
ظلال من الحجب
من فرط توحدها غابت في الفناء
نشوة الدرويش هالة تحوم
فكيف تبصر العرافة
مافي جبة الطيف
انتحرت مجازاتي وكناياتي
تاهت لغتي عن الوصف
أنا العود أُرمى طوعا فى زنديه
فيفوح عطر أشواقي
أنا العود لن تتوب أوتاره عن العزف
ولك العود يا بابافانكا عن القول
فعيناك مغمضتان .
وحقا يخاطبك الحال
والزمن يشير إلى حيف
-أصبت الطلقة-
ومارميت إذ رميت
قدر التفاحة كان حتفي.
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة